الجمهورية
عبد الرحمن فهمى
ذكريات .. نعم .. الأموات يشعرون بالأحياء
في ظل روائح ونسمات وطيبات هذه الأيام المفترجة مازال الكلام عن عاداتنا وتقاليدنا التي ورثناها عن الأجيال القديمة.. فقد أثارت حكاية زيارة القبور أيام الأعياد مناقشات كثيرة وآراء وتليفونات.. الموضوع كله يتعلق بالاجابة علي سؤال واحد: هل المتوفي يشعر بالاحياء أم لا؟! هناك اجابة متفق عليها وهي ان المتوفي يشعر بكل شئ طوال الصلاة عليه والجنازة حتي صوت آخر حذاء لآخر شخص يغادر المقبرة ثم تقفل المقبرة ويبدأ الملكان السؤال.. ثم كان هذا السؤال التالي:
ــ هل بعد ذلك تنقطع الصلة تماما بين الأموات والأحياء؟!
الكلام كثير كالعادة.. ولكن هناك حكاية مشهورة نشرت في كل وسائل الإعلام.. بعد وفاة أنور السادات.. صرحت السيدة جيهان الفاضلة العظيمة بأنه في نفس يوم مقتل السادات في عز الليل ولا تعرف الساعة والوقت بالضبط كام رأت في المنام وكأنها رأت بعينيها في الحقيقة المرحوم السادات في الحجرة يطمئنها بأنه بخير.. نفس وقفته ونفس كلامه!!!
***
وأنا أميل لتصديق هذه الرؤية .. فهناك قصة مشابهة.
في بداية حياتي الزوجية.. بعد سهرة في ملهي ما.. عندما عدت إلي المنزل وضعت يدي في جيبي ففوجئت بأن كل ما أملكه جنيه واحد.. هناك بيت مفتوح له طلبات منذ الصباح الباكر وهل البنزين في السيارة يكفي.. وهل وهل... مفاجأة قاتلة.. ماذا سأفعل!! حتي لو وصلت إلي الجريدة لا حل للمشكلة.. لم اقترض أو آخذ من الجريدة أي مبلغ من مرتبي طول عمري رغم كل سنوات العمل.. اذن ما الحل.. مشكلة ليس لها حل بالنسبة لي.. راحت عيوني في النوم واستيقظت علي رنين جرس الباب مستمر.. كانت الساعة الثامنة صباحا وهو موعد بدري جدا بالنسبة لي.. من يكون؟!.. اتضح انه المرحوم والدي!!! يقف علي قدميه بالعافية متئكا علي الباب حتي لا يقع.. والدموع تملأ عينيه.. كان السؤال مباشرا قلت له:
ــ من أخبرك .. من قال لك؟! مش معقول؟!
قال لي وهو لا يكاد يستطيع أن يتكلم.. قال لي كلمة واحدة:
ــ أمك
والدتي كانت قد توفيت من مدة قصيرة.. ولما تمالك نفسه.. قال لي:
أمك جاءتني في المنام وقالت أو قل فهمت منها انك في موقف محرج.. فاحضرت معي هذه النقود ربما تكون أزمة مالية!!!
***
نعم الأموات يشعرون بالاحياء الأقرباء.. ويظهرون في منام الاحياء..
أما بالنسبة لما أثرناه أمس بخصوص فوائد البنوك.. قيل لي أمس أيضا ان هذا الموضوع قُتل بحثا أكثر من مرة منذ أيام المرحوم طلعت حرب.. وقيل انه حلال.. بنفس منطق ان التجارة ليست حراما وأي مكاسب من التجارة حلال مادام الطرفان متفقين.
ثم قيل انه عندما فكر أحد مديري البنك الأهلي في آخر الستينيات في موضوع شهادات الاستثمار.. وهو المهندس الكبير محمود بك رزق وهو عديل جمال عبدالناصر.. ووالد الكاتبة الصحفية المعروفة الكبيرة بالأهرام "عايدة رزق".. عندما فكر محمود بك رزق في هذا الموضوع وكتب الفكرة وعرضها علي مجلس إدارة البنك ثار السؤال مجددا عن فوائد البنوك.. وعرض الأمر علي دار الافتاء والأزهر وسمحوا بتنفيذ الفكرة واستمرت حتي الآن لأكثر من نصف قرن.. وإلي الغد بإذن الله تعالي.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف