محمد الراعى
«معركة اللائحة» مين الكسبان؟
منحت وزارة الشباب والرياضة، واللجنة الأوليمبية المصرية، بعد إقرار قانون الرياضة الجديد ووضع لائحة تنفيذية مفسرة «الاسترشادية»، مهلةً للأندية حتى الخميس المقبل، لعقد جمعية عمومية لكل نادٍ، لاعتماد اللائحة أو العمل بـ«الاسترشادية».
ودخلت الغالبية العظمى من الأندية معركةً مع الوزارة واللجنة لإثبات الذات، وأعلنت التمرد ورفض «الاسترشادية»، وأصرت على اعتماد لوائحها الخاصة فى انتصار رائع للديمقراطية وللجمعيّات العمومية، لكن بقى موقف الأهلى شائكًا، بعد أن تحولت الأزمة إلى صراع شخصى وعناد وتحد بين مجلس محمود طاهر، والجهة الإدارية «الوزارة واللجنة».
بينما تفوق مرتضى منصور على حملات معارضيه، واعتمدت الجمعية العمومية للزمالك، اللائحة الخاصة، ورفضت «الاسترشادية».
الوزير وإنجاز «حق تقرير المصير»
رغم أن غالبية الأندية اعتمدت لائحتها الخاصة ورفضت اللائحة الاسترشادية، إلا أن التاريخ سيُنصف المهندس خالد عبدالعزيز، وزير الشباب والرياضة، وسيشهد أن فى عهده تم اعتماد قانون الرياضة الجديد، فى تحد للزمن وتغيير للقانون الذى حكم الرياضة منذ ٤٢ سنة.
واستطاع خالد عبدالعزيز أن ينتصر للديمقراطية ويعطى الجمعيات العمومية حق تقرير مصير ناديها دون أى تدخلات حكومية، لذلك كان الوزير يخرج بعد كل عمومية يهنئ كل نادٍ ويهنئ أعضاءه، لأن اعتماد اللائحة الاسترشادية أو اللائحة الخاصة ليست انتصارًا للنادى أو للجهة الإدارية فحسب، لكنها انتصار للديمقراطية الرياضية، واحتفال بقانون الرياضة الجديد الذى يواكب متطلبات العصر الجديد ونظم الاحتراف والاستثمار.
ظاهرة مرتضى
كشفت عمومية الزمالك، عن أن مرتضى منصور ظاهرة غير عادية، ويجيد السيطرة على الجمعية العمومية، فكل ما خطط له حققه بنجاح، بعد أن اعتمد اللائحة التى وضعها وباكتساح الحاضرين من الجمعية العمومية.
جاء ذلك رغم أن مرتضى تعرض لحرب شرسة من المعارضة ومن أغلب خصومه فى الإعلام والفضائيات، وعلى رأسهم عمرو أديب ولميس الحديدى فى «أون إى» و«سى بى سى»، ووكالة «برزنتيشن»، التى ترعى أكبر الأندية والقنوات والإصدارات الإعلامية الإلكترونية، وخالد الغندور فى «ltc»، وإبراهيم فايق فى «dmc».
وفى الصحف، خصصت كل إصدارات «الأهرام» مساحات لمعارضيه، وأفردت صحف خاصة أعدادًا خاصة ضده، إلى جانب عدد من المواقع الإلكترونية.
وتزامن مع ذلك أيضًا خلافاته مع بعض نجوم الكرة البارزين، الذين كان أغلبهم ضد مرتضى ويحشدون ضده ويحرضون أعضاء الجمعية العمومية على عدم الحضور.
ومع ذلك كله، حضر ١٠ آلاف عضو، واكتمل النصاب القانونى، ووافقوا على لائحة مرتضى بأغلبية كاسحة، ليؤكد أنه ظاهرة ضد الكسر ويتألق كلما زادت معاركه.
طاهر «أكبر الخاسرين»
محمود طاهر، رئيس النادى الأهلى، أقحم نفسه وناديه فى معركة وهمية، ما تسبب فى إهدار حق الأهلى وفشل النادى فى اعتماد لائحته الخاصة، وذلك بعد تمسك رئيس النادى بقراره ورأيه بإقامة الجمعية العمومية على يومين بالمخالفة لتعليمات الجهة الإدارية.
ودفع ذلك تلك الجهة إلى تأكيد بطلان جمعية الأهلى بعد إقامتها على يومين وفى مقرين «مدينة نصر» و«الجزيرة»، وبالتالى أصبحت اللائحة الاسترشادية هى اللائحة الرسمية للنادى الأهلى، وتم رفض لائحته الخاصة التى أقرتها «العمومية الباطلة»، وستجرى الانتخابات المقبلة للنادى الأهلى وفقًا لبنود «الاسترشادية».
محمود طاهر وناديه هما الخاسران الوحيدان فى معركة اللائحة، وكان بمقدور الأهلى أن يعقد عموميته فى يوم واحد وفى مقر «الجزيرة» فقط، وكانت الجمعية ستكتمل مهما كانت الظروف، لأن المؤشرات اتضحت فى نادى هليوبوليس وكل الأندية التى انتفض أعضاؤها اكتملت جمعياتها ورفضت «الاسترشادية».
لكن عناد طاهر تسبب فى خسارة ناديه حق تقرير مصيره، وأرهق نفسه فى معركة فرعية قبل انتخابات النادى، قد تؤثر على شعبيته بشكل كبير.
المعارضة البيضاء «كرتونية»
كشفت معركة اللائحة فى الزمالك عن أن المعارضة فى النادى «كرتونية وهمية»، ورغم أن ممدوح عباس، وهانى شكرى، قائدى المجلس السابقين، رصدا الملايين للدعاية السلبية ضد مرتضى فى وسائل الإعلام و«السوشيال ميديا» وعن طريق رسائل للأعضاء على هواتفهم، وشككا فى الإجراءات القانونية للعمومية، إلا أن مرتضى اكتسح الجميع.
الغريب أن أحمد سليمان، المرشح المحتمل لرئاسة النادى، لم يحضر «العمومية»، ما دعا البعض لإرجاع ذلك إلى خوفه من وضوح عدم وجود أنصار له فى النادى.