الأهرام
مرسى عطا الله
الحل فى العزل!
2 ــ فى الحرب ضد الإرهاب ليست البندقية وحدها هى التى تتكلم وتحسم وتفرض الهزيمة على الإرهابيين فى نهاية المطاف ولكن الحرب الأهم هى حرب العقول والأفكار لكسب الأنصار والمؤيدين وصياغة رأى عام قادر على الانتصار للوطنية والانتماء والإنسانية والضمير.

الحرب ضد الإرهاب ليست إرادة سياسية أو إجراءات عسكرية فحسب وإنما هى فى الأساس حشد مجتمعى يستنهض الضمائر والهمم نحو الأهداف والمقاصد العليا للأوطان من وحى الماضى والتقاليد والإيمان الروحى بالمفاهيم الصحيحة للأديان من أجل إسقاط رايات الشر وخطاب الكراهية والإقصاء.

القواعد المطلوب الأخذ بها فى الحرب ضد الإرهاب ليست فقط خططا مرسومة على الورق أو خطوط قتال يشكلها رجال ينفذون الخطط فى ساحة المواجهة وإنما هى أيضا الحكمة والهدوء والروية فى مواجهة هستيريا التدمير التى تحكم تصرفات فصائل الإرهاب فى كل جرائمهم.

إن المهمة الكبرى فى الحرب ضد الإرهاب تتمثل فى عزل هذا الفكر وتعريته لحرمان الإرهابيين من أى احتضان شعبى لهم ولو بمجرد الصمت والسكوت لأن ذلك سيؤدى تلقائيا إلى تولد الإحساس لديهم بأنهم باتوا أناسا منبوذين وإنه ليس أمامهم سوى خيار وحيد هو القفز من قطار الإرهاب والفرار إلى الجحور مثل الفئران اليائسة.

وربما يعزز من صحة وصدق الإيمان بقدرة مصر على دحر وهزيمة الإرهاب أن الأمر لم يعد يهم مصر وحدها وإنما تراه كل شعوب الدنيا خطرا داهما لا يحتمل أى إبطاء فى المواجهة لأنه فضلا عما يشكله من عبء مادى وبشرى مرهق فإن هاجس الرعب امتد إلى كل دول العالم واختفى الشعور بالأمن والأمان لدى الناس سواء وهم فى الشوارع والحدائق والميادين أو عندما يأوون إلى الفراش فى منازلهم ولديهم قلق كامن بأنهم ربما يستيقظون على انفجارات تحرق البعض وتشرد الآخرين!

وغدا نستكمل الحديث

خير الكلام:

<< ألم تر أن العقل زين لأهله.. وأن كمال العقل طول التجارب!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف