د. حماد عبد الله حماد
الغزل والنسيج فى جامعة حلوان!
اهتم مجلس جامعة حلوان حينما كانت برئاسة الدكتور عبدالحى عبيد بإقتراح تقدم به أعضاء هيئة تدريس من كلية الفنون التطبيقية، وخاصة من أقسام الغزل والنسيج والطباعة، والصياغة، والتجهيز، والملابس الجاهزة، بتصور علمى محترم، لإنشاء كلية هندسة نوعية، تضم أقسامًا علمية أربعة، هى: الغزل، والنسيج، والصياغة والتجهيز، وإنتاج الملابس!
ما يعنى أن يكون هناك، خريجون يحملون درجة البكالوريوس فى الهندسة، فى هذه التخصصات الحيوية التى يحتاجها سوق العمل المصرى خلال المرحلة المقبلة بصورة لم تحدث من قبل، بعد توجيه نسبة عالية من الاستثمارات المباشرة المقبلة لمصر فى صناعة الغزل والنسيج، والمفروشات، والملابس الجاهزة، خاصة فى ظل سوق عالمى قد فتح أبوابه أمام شهادة منشأ كتب عليها (صنع فى مصر)!
لكى تفتح الجمارك الأمريكية أبوابها لكل المنتجات النسجية التى تم صنعها فى المناطق الصناعية المؤهلة حسب اتفاقية Quiz، كما أن اتفاقية التجارة الحرة مع أوروبا لها شأن عظيم فى مجال الملابس المنتجة فى مصر، ولقد بدأت فعلاً، حيث يصدر من مصر نحو 20% من منتجات تجمعات تجارية فى أوروبا، وأمريكا، وآسيا، وأيضاً فى الوطن العربى وأفريقيا تحت اسم «مارك آند سبنسر»، «ديبون»، «كارفور»، وغيرها من المراكز التجارية العالمية الضخمة.
ولعل تصدر جامعة حلوان بالذات لإنشاء مثل هذه الكلية الهندسية والتكنولوجية.
يعود إلى قرار إنشاء الجامعة سنة 1972، بعد أن جمعت المعاهد العليا والكليات التابعة لوزارة التعليم العالى ووضعها فى «كومبوس» امتد من الإسكندرية، إلى القاهرة، إلى الجيزة تحت اسم جامعة حلوان!
وسميت بالجامعة التكنولوجية الأولى فى مصر! وإن كانت سياسات الجامعة فى مراحل لاحقة قد ألحقت بها كليات نظرية ما أفقدها بعض الميزات المتخصصة التى كانت تتميز بها عند قرار إنشائها!
إلا أن الجامعة فى هذا الوقت وحتى تأخذ تدابيرها لإنشاء كلية هندسة المنسوجات لكى تمتلك أهم عناصر تكوين الكلية.
أولاً: العنصر البشرى، فتتشرف الجامعة بوجود أكثر من مائة وخمسين عضو هيئة تدريس فى أقسامها العلمية فى هذه التخصصات الدقيقة.
ثانياً: أنها تمتلك المعدات والآلات التى تعمل بها من خلال الأقسام العلمية المتناثرة!
ثالثاً: لديها من الكفاءة المكانية (حرم جامعى) رائع بمدينة حلوان، ما يتيح للكلية الوليدة أن تكتمل عناصر إنشائها قبل بداية العام الدراسى الجديد!
رابعاً: سوق عمل محتاج فى أوائل عام 2018 إلى أكثر من 1000 مهندس فى التخصصات الأربعة نتيجة توسع الاستثمار فى مجال المنسوجات.
إن إعادة هذا المقترح اليوم إلى جامعة حلوان سوف تكون بهذه الخطوة حافظة للوطن، جميلاً، وعاملة على تلبية سوق عمل، بخريجين مؤهلين، ومتعدية سياسات عقيمة.
وللحديث بقية غدا.