الأهرام
هانى عسل
من أم كلثوم .. إلى «التجمع» و «الاسترشادية»!
هل هذه هى طبقة مصر «المخملية»؟

هل هؤلاء هم علية القوم ونخب بلدنا؟

هل هؤلاء هم أصحاب المال والنفوذ والجاه والرفاه؟

- خناقة «نرجسية» دموية فى حى «التجمع» الهاديء جدا تحت شعار «إنت مش عارف أنا مين»!

- «ثورة» فى حى الزمالك الراقى «سابقا» احتجاجا على مرور مترو الأنفاق، وإنشاء محطات .. «ياى»!

- «ستات فاضية» تتشنج وتحول جمعيات عمومية عادية جدا فى أندية رياضية راقية جدا إلى «أزمة من غير لازمة»!

- نائبة محافظ تضبط فى قضية فساد «اسكندراني» بعد أن كان شعب السوشيال ميديا يصفها قبل أسبوعين فقط بأنها «ست بميت راجل»!

هل هذه هي أخلاق أغنياء مصر وكبراؤها؟ هل هذا هو مستواهم الفكرى والثقافي؟ هل هذه هى «كريمة الكريمة» التى يمكن أن نباهي بها الدول الأخرى؟ هل يمكن مقارنة فكر وسلوك هؤلاء بنخب زمان مثل جمهور حفلات أم كلثوم قديما الذى كان يطرب لسماع «أراك عصى الدمع شيمتك الصبر»؟!

- فى معركة التجمع، يجب أن نسأل :

هل يمكن أن تكون هذه هى طريقة الحوار والخلاف فى المناطق الهادئة البعيدة نسبيا عن صخب القاهرة؟ هل هذه هى سلوكياتهم مع بعضهم البعض؟

هل أصبحت تلك المشاجرة التى بدأت بلفظ بذيء وحولها «الشيطان» إلى تهديد ووعيد، ثم استدعاء بلطجية، ثم أسلحة بيضاء وحمراء و«تكسير عظام» هى «النموذج» أو «الديفولت» لمشاجرات «الجيل الرابع» من أولاد الذوات فى مصر؟ طيب كيف ستكون شكل مشاجرات أبناء الطبقات الدنيا بعد ذلك؟!

هل سيتشاجر سائقو الميكروباص بالجرينوف مثلا بدلا من المطاوي؟ هل سيشتبك سكان الأحياء الشعبية والعشوائيات بالصواريخ الباليستية أو «النووي» و«الكيماوي» بدلا من السيوف والسنج؟! وما هى الألفاظ التى يمكن أن يستخدموها فى تلك الحالات؟!

- وفى «ثورة» الزمالك، التى نحمد الله أنها لم تصل إلى مستوى ثورة «الوراق»، يجب أن نسأل أيضا : هل الزمالك حقا حى راق؟ من هو المجنون الذى أقنع سكان هذا الحى بأنه ما زال «فاخرا» و«أنيقا» بكل ما فيه الآن من زحام وفوضى ومخالفات وقمامة؟ هل يسهل الدخول إلى الزمالك أو الخروج منه أو حتى المرور فى شوارعه؟ هل يوجد مكان فى الزمالك الآن لركن سيارة، أو حتى «عجلة»؟

هل يختلف الزمالك كثيرا الآن فى زحامه وامتلائه بالبشر والمحال التجارية والفواصل الحديدية عن الدقى أو المهندسين أو حتى مدينة نصر؟

هل تعتبرونه راقيا لمجرد أن به كورنيشا مثلا؟ شبرا بها كورنيش!!

هل هو راق لأن به كام سفارة، وكام شجرة، وكام «خواجة» ماشى فى الشارع؟!

لماذا هذا الإحساس بالتعالى و«القرف» من دخول مترو الأنفاق إلى الزمالك؟ هل سكان الزمالك بشر وركاب المترو من نسل يأجوج ومأجوج مثلا؟!

- وفى حرب «الاسترشادية» بالنوادى الرياضية، التى كانت أشبه بجنازة حارة والميت «....»، فيجب أن نطرح أسئلة، ولكن من نوع آخر : فمن الذى حول قضية إدارية تافهة كهذه إلى حرب شعواء بين الأندية الرياضية والدولة؟

من وراء حشد أعضاء الأندية بهذه الصورة المبالغ فيها؟ وصور لهم الأمر على أنه «حرب كرامة»؟ وأن الوزارة «إسرائيل»؟!

من هو صاحب فكرة نشر لوائح مضروبة على «السوشيال ميديا» لدفع أعضاء كل ناد إلى التصويت للائحة النادى بدلا من اللائحة الاسترشادية التى وضعتها الوزارة؟!

من هو «العبقري» الذى اخترع جملة «النادى ها يبقى مركز شباب يا كماحة»؟ وحولها إلى «شعار» و«فزاعة» لتوجيه الأعضاء إلى قرار بعينه؟!

من المسئولون عن تأزيم الدنيا بهذه الصورة؟ هل هم أصحاب المصالح والكراسى الذين جيشوا عمالهم وموظفيهم ومدربيهم للدعاية ضد «استرشادية» الوزارة؟ أم هم «شلل» سيدات النوادى اللائى يعانين من فراغ قاتل، ويبحثن عن مهمة يؤدينها بدلا من الرغى والأكل و«الرذالة» على مدرب السباحة أو الكاراتيه بتاع «البيه الصغير»؟!

- وأخيرا، وفى واقعة ضبط نائبة المحافظ، بضربة رائعة من الرقابة الإدارية، يجب أن نسأل أسئلة فلسفية : «هل يولد الإنسان عندنا فاسدا، أم يفسد وهو على الكرسي»؟! و«هل ستكون نائبة المحافظ آخر مسئول فاسد يتم ضبطه»؟!

و«ما هي الجهة المختصة بمحاسبة صغار الفاسدين، كالسايس والموظف الكسول والعامل «التنبل»؟!

.. ألف حسرة على طبقة مصر «المخملية»!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف