الأهرام
عماد رحيم
مشكلات المواطنين وخبرات المسئولين فى القاهرة
فى الثانى من أغسطس الحالى نشرت مقالا فى هذا المكان بعنوان «الرئيس يبنى ومحافظة القاهرة تهدم»، تناولت فيه الآثار السلبية لقرار نقل ورش السيارات بمنطقة صقر قريش بالمعادى إلى نهاية الطريق الدائرى الأوسط وتقاطعه مع طريق العين السخنة والغردقة، وإعمالا بحق الرد ننشر الرد الذى وصلنى من الأستاذة جيهان عبدالرحمن نائبة المحافظ للمنطقة الجنوبية وتعقيبى عليه.

نود إحاطة سيادتكم علما بأن مشروع نقل ورش سيارات منطقة صقر قريش وتقسيم الكندى بالمنطقة الصناعية بالقطامية محل دراسة منذ سنوات ماضية وقد تصدت المحافظة والمنطقة الجنوبية لحل تلك المشكلة بسبب:

أولا - معاناة مواطنى صقر قريش وتقسيم منطقة الكندى فى البساتين من كثرة الورش الخاصة بالسيارات اسفل العمارات القاطنين بها منذ أكثر من عشر سنوات وتحويل المحال التجارية هناك لمنطقة حرفية لصيانة السيارات ولقطع الغيار لتصبح المنطقة مشهورة بهذا النشاط ونتاج ذلك تدنت الخدمات والمرافق لتلك المناطق السكنية من صرف صحى وكهرباء وزيادة فى معدلات التلوث البيئى والسمعى مما أثر على قاطنى المنطقتين؟ ووصل عدد الورش إلى ما يقارب 350 ورشة ومعرضاً يعمل بها ما لا يقل عن 2500 فنى وعامل يقطن غالبهم فى نفس المنطقة

ثانيا - تبنت محافظة القاهرة مشكلات هؤلاء المواطنين القاطنين بمناطق جمعية صقر قريش وتقسيم الشركة الكندية التابعة للاتحاد التعاونى الإسكانى حرصا منها على المصلحة العامة والتصدى الفعال للمشكلات المتراكمة دون حل واستقر جهازها التنفيذى بالمحافظة على تحديد موقع غير مستغل داخل المنطقة الصناعية بالقطامية فى نطاق حى البساتين والذى كان مخصصاً لإنشاء مجزر دواجن لنقل تلك الورش الخاصة بالسيارات وبما يمتاز به هذا الموقع من اتصالية عالية بالطريق الدائرى ومنطقة معارض وصيانة السيارات هناك داخل المنطقة الصناعية التى تحتوى على أكثر من 500 مصنع متعدد الأنشطة بمساحة تعدت 250 فداناً تقريبا ومنشأة منذ بدايات هذا القرن وتبعد عن اقرب كتلة سكنية بمسافة لا تقل عن 5 كم.

ثالثا - قبل الشروع فى أعمال الإنشاء تم إعداد دراسة تفصيلية وتخطيطية من خلال مركز بحثى فى جامعة حلوان بتمويل من محافظة القاهرة حرصا منها على المصلحة العامة وقد شملت دراسة بيئية وفنية متخصصة هندسية واجتماعية تختص بالعاملين بتلك الورش المزمع نقلها وطرح تلك الأعمال فى مناقصة علنية لاستكمال الإنشاء وتهيئة الموقع المقام حاليا لاستقبال تلك الانشطة بما لا يضر بالبيئة المحيطة.

بعد قراءة الرد هناك بعض النقاط تستلزم التعقيب عليها حرصا على مصلحة المواطن التى تحتل المرتبة الأولى فى اهتمام المسئولين.

أولا: أكد مقالى السابق كم وحجم المعاناة التى يعيش فيها قاطنو صقر قريش وتقسيم منطقة الكندى بحى البساتين، وهى معاناة حولت حياتهم إلى جحيم، مما يستلزم البحث عن حل عاجل. ولكن السؤال كيف يكون الحل؟ وهذا واجب السيدة جيهان وغيرها من المسئولين فى المحافظة.

ثانياً: نعم تأخرت محافظة القاهرة فى البحث عن علاج لهذه الأزمة عشر سنوات حتى تفاقمت بالشكل الذى وصلت إليه، ولكن توافق مقالى السابق مع ردكم الموقر بخصوص أن المنطقة المراد نقل الورش إليها لم تكن مخصصة لذلك، حيث أكد ردكم أنها كانت مخصصة لعمل مجزر آلى للدواجن! ورغم أنها منطقة صناعية كما ذكرتم و بها عدد 500 مصنع على مساحة 250 فدانا، فإن عدد من يعمل على أرض الواقع فى حدود الـ 15مصنعا، وسواء كانت المسافة الفاصلة بين المنطقة المخصصة لعمل مجزر آلى للدواجن واقرب كتلة سكنية 5 كم كما ذكر ردكم أو 3 كم كما أعلنتم فى تصريحات سابقة أو أقل كما ذكر مقالى السابق، يظل الأمر الثابت أنها مسافة قليلة جدا فى ظل وجود ثلاث مدارس قريبة جدا من تلك المنطقة إضافة إلى التكتلات السكنية.

ثالثاً: بالحديث عن الدراسات التفصيلية والتخطيطية، يتضح أن هناك إشكالية لابد من إيجاد حل عاجل لها، فتلك المنطقة مخصص لها 500 مصنع، وبالقرب منها تكتلات سكنية مقامة وشاغرة بالإضافة لوجود مدارس قريبة جدا منها، عدد روادها بالآلاف، أين كان التخطيط الذى لم يراع وجود مسافات كافية تمنع مستقبلاً حدوث المشكلات التى يعانيها سكان صقر قريش الآن.

أما وقد وصل الحال لما وصل إليه فنرى أنه لا يجب «زيادة الطين بلة» كما يقول المثل المصرى الدارج بإضافة 350 ورشة بـ 2500فنى وعامل فى مساحة كانت مخصصة لمجزر دواجن، تقع مباشرة على الطريق الدائرى الأوسط، بما يعنى تكدسا مروريا، حتى لو تم ربط موقعها بالطريق الدائري، فلن يستطيع أحد منع العاملين بالورش ولا روادها وهم بالآلاف من الوصول إليها عبر الطريق المقامة عليه مباشرة، بما يعنى تحويل تلك النقطة «تقاطع الدائرى الأوسط مع طرق السخنة الغردقة» إلى منطقة عشوائية وتهدير قيمتها ، مع فقده كل المميزات التى أنشأ من أجلها، يصبح السفر للسخنة أو الغردقة منه، بمنزلة عذاب لمن يفكر من المرور منه! إضافة إلى العذاب المتوقع أن يعانيه المجاورون جراء حدوث تلوث سمعى وبصرى وبيئي، إذا لم يتم التفكير بشكل عملى فى الحفاظ على حضارية تلك المنطقة بدلا من تهديرها!

وأخيراً، أليس من الأفضل البحث عن مكان آخر، يحتوى هذه الورش ولا يضير أحدا؟!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف