ما حدث فى الأندية المصرية من دعوة الجمعيات العمومية للاختيار ما بين لائحة وزارة الشباب والرياضة ولائحة النوادى هو فى حد ذاته تطور ديمقراطى كبير لم يستوعبه الناس بعد. ما حدث أن وزارة الشباب والرياضة لم تتنازل طواعية عن سلطاتها بالتدخل فى عزل مجالس إدارة وتعيين مجالس أخرى، وانما نتيجة لتعليمات اللجنة الأوليمبية الدولية باعتبار الأندية جمعيات أهلية، وتنتمى إلى سلطة الجمعية العمومية المكونة من جموع الناخبين الذين عليهم أن يمارسوا إرادتهم بالاختيار والانتخاب والا سوف تحرم مصر من المشاركة فى المسابقات الأوليمبية والمباريات الدولية.. وهذا كفيل إن لم يحدث بعزل مصر رياضيا على المستوى الدولى. الوزارة كانت مضطرة والناس لم يعتادوا على ذلك ففسروا المسألة على انها مؤامرة من وزارة الشباب والرياضة لتخريب الأندية الاجتماعية وقلب الهرم الاجتماعى لسبب فى نفس يعقوب. ماذا كانت النتيجة: فشل واضح فى اعتماد لائحة الأندية فى كل من نادى الصيد ونادى المعادى ونادى سبورتنج بالاسكندرية وحتى كتابة هذه السطور لم تظهر النتيجة فى نادى الجزيرة الذى سادته حالة من التعبئة الشديدة بين اعضائه، خوفا من اعتماد لائحة الوزارة وما يترتب عليها من قلب الهرم الاجتماعى . لم تصل الرسالة الى الناس الذين يطالبون ليل نهار بالديمقراطية.. عادت السلبية مرة أخرى وسادت نظرية المؤامرة نتيجة لما شاهدوه فى الواقع السياسى.. لا أحد يتخيل أن الدولة بمؤسساتها تريد أن تتخلى عن بعض سلطاتها للناس، لكى يحكموا أنفسهم بأنفسهم وهذا مربط الفرس. ضاعت كلمات الوزير وسط الغوغائية ولم يصدقه أحد.. وهذا درس بالغ الخطورة حول كيف يضيع المضمون الحقيقى للتغيير وسط جو من الشائعات والروح السلبية التى تسود الناس، وهو ما نرجو أن نستفيد منه فى أى انتخابات سياسية مقبلة .