الأهرام
د. ابراهيم البهى
بوضوح .. لبيك اللهم لبيك
مشاعر مليئة بالفرحة تملأ قلوب أكثر من ثلاثة ملايين حاج يقفون على عرفات اليوم، لا يشعر بعظمة وقوة هذا اليوم إلا من سبق له شرف الوقوف فى هذه الشعيرة ، فى مثل هذا اليوم منذ 27 عاما كنت مرافقا للمرحوم والدى لأداء فريضة الحج لأول مرة وكان عمرى آنذاك فوق العشرين بقليل.

ورغم صغر سنى فى هذا الوقت إلا أننى أدركت أن أهم رحلة يقوم بها المسلم طوال حياته هى تلك التى يذهب فيها لأداء فريضة الحج، شعرت وكأننى أولد من جديد فى هذا اليوم، و يشعر الحاج وكأنه ملاك يمشى على الأرض، فرغم شدة الزحام التى ربما تقارب يوم الحشر إلا أن الحاج لا يملك إلا أن يكون سعيدا وهو يقول «لبيك اللهم لبيك»، فى هذه اللحظات ينسى الإنسان كل شىء حوله ولا يفكر إلا فى الله، فى يوم عرفة يشعر الحجيج وكأنهم فى حياة غير التى كانوا يعيشونها، من شدة الزحام فى يوم عرفة كنت أشعر وكأن العالم كله يحج، بعد أن تنتهى من رمى الجمرات تشعر بالراحة والسعادة الكاملة، ويتملكك إحساس جميل يقترب من اليقين بأن الله قد قبل حجتك، وتعود بعدها إلى أهلك وولدك حامداً شاكراً لله، قرير النفس، منشرح الفؤاد، تتغير ملامح حياتك للأفضل، ويكون ذلك مؤشرا على قبول حجتك، ويظل الحاج يردد كثيراً بعد عودتة من الأراضى المقدسة، «لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك».

اللهم تقبل من الحجاج حجتهم، وأكتب لمن لم يكن له نصيب فى الحج هذا العام أن يكون من حجاج بيت الله الحرام فى العام المقبل، وكل عام وأنتم بخير.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف