جريدة روزاليوسف
إبراهيم ربيع
المواجهة الشاملة لفيروسات الأخونة والإرهاب
تركنا تنظيم الإخوان على مدار ما يزيد على أربعة عقود يتوغل وينتشر فى كل شبر من أرض الوطن، مما أدى إلى توطن فيروس التأخون الإرهابى فى كبد البلاد، فكانت النتيجة إصابة الكثيرمن الأجيال بتليُف الوعى الجمعى وغيبوبة وطنية رأينا وتجرعنا نتائجها الكارثية من عام 2011، وحتى الآن ودفعنا ثمنًا باهظًا خسائر اقتصادية متراكمة، بل ما هو أغلى دماء شهدائنا فى الجيش والشرطة.
وبعد كل هذا وجب علينا شعبًا ودولة أن نقف وقفة حاسمة حازمة ونقول مصر فى سنة كذا خالية من فيروس الإخوان، وفى يوم كذا مصر ليس بها أى كيان خارج عن قانون الدولة، ونجهز الموارد البشرية ونضع الخطط والجداول الزمنية لتحقيق ذلك.
وكما نجحنا فى وضع منظومة علاجية صارمة لفيروس سى شارك المواطن فيها الدولة، نستطيع لو اردنا أن نضع منظومة متكاملة لحماية المجتمع بجميع فئاته العمرية والاجتماعية للتعافى من فيروس التأخون وانقاذهم من أنياب الذئاب المتوحشة لكيانات هدم الدول وتفكيك المجتمعات «تنظيم الإخوان السرى وما يتبعه من تنظيمات».
وحيث أنه قد صدر القرار الجمهورى بتكوين المجلس القومى لمكافحة التطرف والإرهاب، فإننا نعتبر مجازًا هذا المجلس بمثابة لجنة لإعداد دستور صيانة الدولة والمجتمع المصرى من الإرهاب وكياناته، نرجو من هذا المجلس ألا يكتفى بخبرة أعضائه «ولهم كل الاحترام والتقدير» ولكن يزيد عليها بأن يعقد جلسات استماع لكل ذوى رؤية أوخبرة سواء من أعضاء سابقين فى كيانات إرهابية أو ممن تعاملوا معهم أو تناولوا هذه الكيانات بالدراسة أو البحث أو الكتابة.
وفى خطوة موازية يجب إعلان النفير العام وتعبئة المجتمع وتفعيل مؤسسات الدولة التنفيذية للمواجهة:
1 ـ وزارة التعليم
لابد أن يكون التعليم قاطرة الإنقاذ والحماية المستقبلية:
أ- التأهيل للمواطنة.. تحية العلم.. التربية الوطنية.. عدم التمييز بين الطلاب بسبب الدين أو الجنس.. التدريب على الالتزام بالقانون واحترامه.. الأنشطة المشتركة.. التدريب على التعايش.. الاختلاف وقبول الآخر.
ب- اقتراح لتدريس مادة الدين لمراحل ما قبل الجامعة فى المساجد والكنائس، بدلاً من الفصول ويُنتدب لكل منهما من يقوم بالتدريس بإشراف موجهى مادة التربية الدينية فى وزارة التربية والتعليم، حتى لا نرى خروج الطلاب المسيحيين أثناء تدريس منهج الدين الإسلامى أو خروجهم مع مدرس مسيحى أثناء دراستهم منهج الدين المسيحى «مجرد اقتراح ممكن يجرب فى بعض المدارس لإثبات جدواه».
ج- التأهيل للتفكير العلمى... ارتباط السبب بالنتيجة.. محاربة الخرافات والأساطير والتفكير الغيبى.. المعامل.. التدريب على التأمل ومعرفة القوانين الطبيعية.. التدريب على مهارات التفكير المختلفة.. التفكيرى النقدى.. الإبداعى.. الاستتناج.. التفكيك.
د- التأهيل للعمل والمهارات الحياتية.. التواصل.. حل المشكلات.. العمل فى فريق.. تحمل المسئولية.. اتخاذ قرار من خلال الأنشطة.. التدريب على المهارات الحرفية.
هـ - التأهيل للمعرفة.. من خلال التدريب على القراءة والبحث والاطلاع على الجديد فى مجال العلم والمعرفة بما يناسب المراحل السنية.
و- غربلة المدرسين وإبعاد كل من يتعارض مع قيم الدولة والمواطنة فكلية التربية لا تقل أهمية فى مفهوم الأمن القومى عن الكليات العسكرية لذا يجب استنساخ تجربة الكليات العسكرية من حيث متابعة الطلاب فى كلية التربية من معايير الالتحاق وأثناء الدراسة والعمل ويجب استبعاد من تظهر عليه أى بوادر الخروج عن النسق الوطنى.
2 ـ وزارة الثقافة
لابد من قيامها بدورها فى حماية وتأكيد الهوية المصرية:
أ- حشد الأعمال الفنية.. فن تشكيلى.. موسيقى.. إلقاء.. غناء.. حفلات أوبرا متنقلة لتشكيل وجدان وعقل المجتمع المصرى.. أفلام تسجيلية ووثائقية.. إصدارت علمية وأدبية أغانى وموسيقى.. ندوات.. تفعيل دور الأوبرا المصرية بالتعاون مع قصور الثقافة المنتشرة فى القرى والنجوع لتقديم حفلات موسيقية وغنائية فى مراكز الشباب أو قصور الثقافة لتصنع حالة من البهجة والطاقة الإيجابية وتفعيل طاقات الشباب فى الأعمال الوطنية والإنسانية وتعمل فى الواقع لحصار وانحسار دائرة المحرمات التى وضعها شيوخ تنظيمات الإرهاب.
ب- عمل مسابقة بين المؤلفين والكتاب المتميزين لإصدار مجموعة كتب فى كل مجالات المعرفة وفق معايير معدة مسبقًا من ذوى الاختصاص النفسى والاجتماعى والأمن القومى تصدرعن الهيئة العامة للكتاب وإتاحتها بأسعار رمزية للشباب على أن يتم عمل حملة ترويجية لها فى وسائل الإعلام واتاحتها فى بيوت الثقافة ومراكز الشباب المنتشرة على مستوى القطر المصرى والترويج من خلال حملات منظمة فى وسائل الإعلام للمكتبات العامة وأنشطتها.
ج- غربلة الوزارة واستبعاد ذوى الميول الهدامة والخلايا النائمة لتنظيمات الإرهاب والموظفين غير المؤهلين للتعامل مع تحديات المرحلة.
3 ـ وزارة الشباب
لابد من القيام بمهمتها فى رعاية الشباب والطلائع فهم الاحتياطى الاستراتيجى للبلاد:
أ- بناء المواطن المصرى ثقافيًا واجتماعيًا ورياضيًا.. وتنفيض مراكز الشباب من كل الخلايا المعطلة.. وتسليك انسداد المسارات بين الوزارة ومراكز الشباب.. وتحويل مراكز الشباب إلى ورش عمل تقوم بتصنيع وصياغة الشخصية المصرية القادرة على رفض الإرهاب وهدم كياناته.. وذلك من خلال ندوات.. دورات.. مسابقات.. فاعليات رياضية وثقافية وفنية.. وأيضًا رعاية خاصة للطلائع والأشبال لأن هذه المرحلة العمرية بالذات مستهدفة ومرصود لها ما يلزم من كوادر وأموال من كيانات الإرهاب وتنظيم الإخوان تحديدًا.
ب- الاستفادة من بيوت الشباب المنتشرة فى ربوع الوطن بإقامة مخيمات لشباب المدارس والجامعات لترسيخ الانتماء والتأهيل للمسئوليات الوطنية وتوضيح التحديات التى تواجه البلد ودور الشباب فيها ومسئوليته تجاهها وذلك بعد إعداد جيش من المشرفين التربويين المؤهلين للتعامل مع الشباب وقضاياهم ومزاجهم العام.
4 ـ المجلس القومى للأمومة والطفولة والمجلس القومى للمرأة
أ- الاهتمام برعاية الأسرة والأم المعيلة بعمل دورات.. ندوات.. دراسات.. لتدريب الأمهات والفتيات لقيام الأسرة بدورها الاساسى فى حماية النشىء وجودة الحياة والمواطنة وحراسة قيم الأسرة والعائلة المصرية الأصيلة.
ب- تأهيل الفتيات فى مهارات الحياة الزوجية والتربوية «دورات تواصل أسرى ـ دورات فى علم نفس النمو» للتعامل بكفاءة مع الزوج والابن.
ج- دورات فى أعمال منزلية لتدر أموال لزيادة دخل الأسر ذات الدخل المحدود لكفايتها.
5 ـ المؤسسات القانونية البرلمان والقضاء
الاسراع بإصدار تشريعات وقوانين تعمل على إنهاء الكيانات الموازية التى تنازع الوطن فى الولاء والانتماء وتجريم وجودها والانضمام إليها ودعمها والترويج لأفكارها أو الإشارة لها.
6 ـ وزارة الأوقاف
لابد من الجدية والاسراع فى:
أ- إعادة بناء وتأهيل الخطباء والدعاة فقهيًا وشرعيًا.. معرفيًا.. ثقافيًا.. مهارات خطابة.
ب- إنهاء سيطرة أى كيانات موازية على المساجد والزوايا «الدعوة السلفية ـ أنصار السنة ـ الجمعية الشرعية» وضم كل هذه المؤسسات لوزارة الأوقاف أو تعمل تحت إشراف الوزارة كفترة انتقالية لحين تجهيز كفاءات الوزارة لضمها.
ج- إبرام بروتوكول مع الأزهر لتحديد طلاب الأزهر المتوقع خروجهم للعمل كخطباء ودعاة فى مساجد الوزارة وتأهيلهم فيما سبق فى البند (أ) ومتابعتهم أمنيًا واجتماعيًا وأخلاقيًا وثقافيًا بدورات العلم الشرعى والتنمية الذاتية.
د- غربلة الوزارة وإبعاد كل الخلايا المخربة والمناهضة لقيم الدولة والمواطنة.
7 ـ الإعلام المرئى والمقروء والمسموع
أ- نشر ثقافة الجودة والمواطنة وثقافة أداء الواجب موازيًا للمطالبة بالحقوق.
ب- تقديم القدوات الملهمة علميًا وأدبيًا وثقافيًا ودنيًا وفنيًا ورياضيًا واقتصاديًا.
ج- التخديم على أهداف الدولة القومية والعمل على السلام الاجتماعى وتماسك المجتمع.
د- البعد عن الاستقطاب وعدم التركيز على الإثارة طوال الوقت.
هـ - استخدام أماكن الانتظار لبث رسائل ثقافية ووطنية وبيانات توعية وفقرات ترفهية إيجابية «محطات وعربات المترو ـ محطات وعربات القطار ـ الأماكن العامة والمتنزهات والساحات العامة ـ اتوبيسات السفر والرحلات».
8 ـ وزارة التضامن الاجتماعى
تشديد الرقابة على الجمعيات الأهلية والحضانات ـ مراجعة ملفات جميع الجمعيات ودور الحضانة الحاصلة على تراخيص من الوزارة وخصوصًا بعد 2011 ـ ورش عمل للأرامل والسيدات المعيلات ومتابعة الكيانات الخيرية وإلزامها بالقيام بما يخدم أهداف الدولة التنموية والاجتماعية.
9 ـ وزارة التعليم العالى
أ- الأنشطة والأسر الجامعية ـ مخيمات الشباب ـ التدريب لسوق العمل ـ التفاعل المجتمعى مع الجامعة ـ تدريب الطلاب على إدارة الأزمات وتقديم حلول المشكلات المجتمعية.
ب- تحويل الجامعة إلى ورشة عمل كبيرة كل كلية فى تخصصها لعمل روشتة علاج لمشاكل الدولة والمجتمع «هذا هو الدور الحقيقى للجامعة».
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف