المساء
أحمد سليمان
اتجاهات أخري
بعد "الجليطة السياسية" - كما ذكر السفير نبيل فهمي وزير الخارجية الأسبق تعليقاً علي قطع جزء من المعونة الأمريكية لمصر - يتأكد صحة القرار المصري بفتح علاقات جديدة مع دول العالم أجمع وبصفة خاصة تلك الدول التي شهدت علاقات مصر بها فترات طويلة من الفتور أو حتي تلك الدول التي لم يزرها أي رئيس مصري من قبل.
اتجاه مصر شرقاً نحو روسيا والصين واليابان والهند وكازاخستان وكوريا الجنوبية وسنغافورة وفيتنام وبقية دول جنوب شرق آسيا يؤكد عدم الارتكان إلي دول بعينها في العلاقات التي تحكمها المصالح في غالب الأوقات بالاضافة إلي الأهواء في أوقات أخري.
منذ فترة ليست بعيدة زار الرئيس السيسي اليابان وسنغافورة وبعد هذه الزياة تمت - بأوامر سيادية - دراسة تطبيق النموذج الياباني من المدارس المصرية وبالفعل سيبدأ تطبيق هذا النموذج مع انطلاق العام الدراسي المقبل بعد أيام. واستفادت مصر أيضا من تجربة سنغافورة في إدارة موانئها. ومنذ أيام تم حل المشكلة التي استمرت تسعة أشهر بعد انسحاب موانئ سنغافورة من العمل بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس وقررت موانئ سنغافورة العودة للعمل بمصر.
وبعد أيام سوف يزور الرئيس السيسي الصين تلك الدولة التي تنطلق بقوة الصاروخ لاحتلال الصفوف الأولي اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً رغم كثافتها السكانية ولها من الثقل الدولي ما يجعلها عندما تتلكم ينصت لها العالم. كما يزور الرئيس السيسي فيتنام تلك الدولة الواعدة التي لم يزرها أي رئيس مصري من قبل بما يبشر بعلاقات قوية تصب في صالح الاقتصاد المصري خاصة ان فيتنام تتميز بأنواع من الصناعات تصلح للتطبيق في مصر.
وبالتوازي مع الاتجاه شرقاً وعدم الاكتفاء بالاتجاه غربا. بدأت مصر عقب ثورة الثلاثين من يونيو في الاتجاه جنوباً صوب القارة الأفريقية التي تم إهمالها لعقود سابقة كانت كفيلة بإصلاح الكثير من الاختلالات في الاقتصاد المصري لو كانت علاقات مصر بدول القارة السمراء مستقيمة وتحكمها المصالح المتبادلة وعلاقات الأشقاء. وبدا ذلك واضحا بقوة في التزام مصر بالدفاع عن حقوق دول القارة منذ اختيارها عضواً بمجلس الأمن الدولي ورئاسة لجنة مكافحة الإرهاب بالمجلس.
أما الاتجاه شمالاً فلم يعد مقصوراً علي الدول الأوروبية الأشهر مثل ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا. ولكن تم فتح صفحات جديدة من العلاقات مع دول أوروبية أخري مثل قبرص واليونان والمجر وغيرها من الدول التي لم تكن علي جدول اهتمامات مصر خلال فترات كبيرة سابقة.
المتابع للتحركات المصرية علي جميع الاتجاهات يعلم أننا نسير بخطوات ثابتة لبناء علاقات متوازنة مع جميع دول العالم تقوم علي الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة بعيداً عن الغرور والجليطة السياسية كما يفعل الأمريكان.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف