ريهام مازن
من قلبي: أقصى العقوبة لبلطجي التجمع !!!
منذ 4أيام تلقيت مساء تليفونات كثيرة من صديقات مدرستي وهن منزعجات بشدة من حادثة وقعت في منطقة التجمع الخامس بالقاهرة الجديدة، يسألنني عن تفاصيل الحادث وهل بالفعل كل هذه البلطجة تحدث في مصر؟
حقيقة لم أكن أمتلك معلومة أكثر مما كانت لديهن، فقد قرأت مثلهن على المواقع الإخبارية المختلفة القصة دون الكثير من التفاصيل، وكان أهم سؤال يشغلني هو إذا كانت هذه القصة حقيقية بالفعل، كما تبيّن لاحقاً، هل كل هذه البلطجة تحدث في دولة بها قانون وأين القانون الذي يردع هؤلاء البلطجيين؟ حقيقةً، لا أفهم كيف نعيش في دولة بها قانون مليئة بالبلطجة في كل مكان بهذا الشكل؟
بالتأكيد هذا الحادث ليس هو الأول من نوعه، ولكنه واحد من سلسلة أحداث متكررة وصور مختلفة من البلطجة اليومية التي أصبحنا نعيش فيها!
ولولا أن أصحاب هذا الحادث نادوا بحقوقهم ولم يصمتوا، واستطاعوا أن يوصلوا أصواتهم في بعض وسائل الإعلام، لما علمنا عنه شيئاً مثل حوادث أخرى.
وبالرغم أنني لا يهمني كثيراً أطراف النزاع في الحادث، بقدر ما تهمني تفاصيل الحادث نفسه، إلا أنني سأكرر القصة على مسامعكم، لتشاهدوا كيف هؤلاء البلطجية استطاعوا أن يضربوا بالقانون عرض الحائط، ولم يهابوه!!!
الحادث بدأ عندما كان لواء جيش بالمعاش، يقف مع أحفاده أمام الفيلا الخاصة به بالتجمع الخامس، وجاءت سيارة جيب شيروكي سوداء مسرعة للغاية، وكادت أن تصدم أحفاده، ما دعاه إلى أن يقول للسائق "مش تفتح يا .."، (مجرد شتيمة مقبولة في موقف كهذا) فتوقفت السيارة على بعد 50 مترًا، وبعدها عادت مرة أخرى، وكانت المفاجأة أن سائق السيارة سيدة وقالت له "أنت بتشتمني أنا، والله لحزنك على عيالك يا.. أنا هوريك مين اللي .. وهخليك تركع قدامى"، وتركته وذهبت بنفس سرعتها الجنونية.
لم تتوقف الواقعة عند هذا الحد، بل بعدها، التف عدد من خفراء الفيلات المحيطة باللواء، وأخبروه أن هذه زوجة "إبراهيم سليمان" مقاول ورجل أعمال شهير بالمنطقة، وأنه من المتوقع أن يأتي إليه، وبالفعل بعد مرور ربع ساعة من المشادة وجد الباب يُطرق بشدة، وعندما فتح بادره رجل الأعمال بصفعة على وجهه وضربة بـ"البوكس"، وبعدها هجم عدد من "البودي جاردات" تجاوز عددهم الـ 30 واقتحموا الفيلا، بعضهم يحمل أسلحة آلية، وقاموا بإطلاق الأعيرة النارية في الهواء بطريقة مرعبة لإرهاب جميع من في الفيلا، ثم تعدوا على ابنه وزوجته وزوجة ابنه.
وكان المقدم عمرو الوكيل، رئيس مباحث قسم شرطة التجمع الخامس، قد تلقى بلاغًا من لواء جيش سابق، يفيد بالتعدي عليه وابنه وهتك عرض زوجتيهما من قبل رجل أعمال شهير وبعض الـ"بودي جاردات" على مرأى ومسمع من الجيران وشهود العيان.
وبالفعل ألقت أجهزة الأمن بوزارة الداخلية القبض على رجل الأعمال الهارب إبراهيم سليمان لتعديه وأسرته وعدد من العاملين لديه على لواء سابق وتكسير الفيلا الخاصه به وإصابة زوجة ابنه بكسر في القدم.
من قلبي: وبعد التعرف على الواقعة، لابد أن نقول أنه من الملاحظ مؤخراً في كل مشاجرة، وجود البلطجيين والأسلحة النارية... فهل أصبحنا في مصر بلا قانون ولا رادع والغلبة للبلطجة، ولمن يحمل أكبر قدر من الأسلحة ولماذا كل هذا العنف لمجرد مشادة كلاميه؟
للتحقيق والمسائلة لمن نسوا أو تناسوا أنهم يعيشون في بلد القانون والنظام وأن لا أحد فوق القانون وأنه لا مكان لمن يريد أن يأخذ القانون بيديه.. فلسنا نعيش في غابة، كل واحد يأخذ حقه بذراعه!!
من كل قلبي: مطلوب توقيع أقصى العقوبة على هذا البلطجي المجرم ورجاله البلطجيين، وجعلهم عبرة لكل من تسوّل له نفسه أن يقوم بأعمال بلطجة على أي فرد من الشعب.. فنحن نعيش في مصر بلد القانون والمفروض بلد الأمن والأمان!!