الجمهورية
يحيي علي
صباح جديد .. شعارات الأمريكان عن حقوق الإنسان
الإدارة الأمريكية بصفة خاصة.. والمجتمع الغربي بصفة عامة يعيش قمة التناقض في. التعامل مع قضايا الشرق الأوسط.. خاصة فيما يتعلق بحقوق الإنسان والتقارير التي تعدها بعض المراكز والمنظمات العالمية ذات التوجه السياسي والتمويل المالي الذي يغدق العطايا من أجل تحقيق أجندة خاصة وتوجه معين لدولة بذاتها.
.. ولم يعد خافياً علي أحد لجوء الإدارة الأمريكية بين الحين والآخر بصورة مفضوحة لعملية المساعدات الأمريكية لمصر.. وتعليق أو تجميد جزء منها بمزاعم واهية.. وتقارير غير واقعية عن حقوق الإنسان.. والمتأمل في حياة المجتمع الأمريكي من الداخل يدرك علي أرض الواقع العنصرية الممقوتة التي يعيشها ذوو البشرة السوداء.. والذي يتأمل أو يبحث في أرشيف الجرائم العنصرية ضد السود التي ترتكبها الشرطة الأمريكية بين الحين والآخر يجدها بالعشرات.. والعنف الذي تواجه به الشرطة أي تظاهرات للسود الذين يطالبون بحقوقهم شاهدة علي تناقض الأمريكان في تعاملهم مع حقوق الإنسان وأنهم أبعد ما يكون عن الشعارات التي يرددونها.
¼ ¼ ¼
أما الشأن الخارجي.. فتري العجب العجاب في تعامل الأمريكان مع قضايا الشعوب.. فغزو البلاد منهم.. دفاع عن الديمقراطيين.. واغتيال البشر دفاع عن الحرية وتقسيم البلاد وتفكيك الجيوش وتمزيق الشعوب نظام عالمي جديد يسوده العدل والحرية.. احتل الأمريكان العراق ونهبوا الثروات واستولوا علي النفط ودمروا الجيش.. وغرسوا بذور الفتنة بين الشيعة والسنة.. باسم العراق الجديد عراق الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.. ثم اكتشف العالم بأسره زيف الشعارات البوشية والمزاعم الكاذبة عن اسلحة الدمار الشامل.. واعترف جنرالات بوش وتوني بلير بالمعلومات المضللة التي احتلوا العراق ودمروه بسببها.. ولم يحرك النظام العالمي ساكناً.. ولم يسأل أحد في آلاف المدنيين الذين سقطوا جراء القصف الأمريكي البريطاني.
****
ولست أدري أين حقوق الإنسان من الجرائم اللا إنسانية التي ارتكبها جنود الأمريكان في حق العراقيين وغيرهم في معتقلات أبوغريب وجوانتانامو... ولعل مقاطع الفيديو وصور المجندات الأمريكيات وهن يسحلن ويسحبن بعض الجنود عرايا وبالسلاسل.. في انتهاك للإنسانية وللحرية والديمقراطية.. هذه هي حرية وديمقراطية الأمريكان.. من فيتنام لافغانستان للعراق.. من اللعب بمصائر الشعوب في العلن أو من وراء الستار.. الأمريكان يكشفون عن أنفسهم.. مهما حاولوا تضليل العالم وتجميل الصورة.. من هنا فعندما تخرج أي تقارير عن منظمة أو مركز أمريكي عن حقوق الانسان.. فإنها تأتي فاقدة للمصداقية ومغايرة للواقع.
ولا يختلف الأمر كثيراً.. من جورج واشنطون.. إلي بوش.. أو أوباما.. أو دونالد ترامب.. تتغير الوجوه والأسماء.. والسياسة واحدة.. تختلف الأحزاب الحاكمة.. وإنما أسلوب الإدارة والمصالح واحدة.. الذي يصنع ميليشيات الارهاب ويدرب ويحول.. يتظاهر بأنه ضد الارهاب ويدعو لمحاربته.. بينما هو الذي يوجه بالريموت.. يعطي ويحبس في آن واحد.. فمن الذي صنع القاعدة.. ومن الذي حول ودرب الدواعش.. ابحث عن الأصابع الخفية للأمريكان.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف