ماهر عباس
رسالة من القلب .. داعش الصناعة الامريكية إلي أين ؟
لم يعد خافيا علي أحد أن "داعش" التي تتصدر اخبار حصارها الإعلام صناعة امريكية في لعبة مؤامرة دولية. وما قدمه تقرير موقع "جلوبال ريسيرش "الكندي مؤخرا حول أن 7 دول عربية واجنبية وراء انشاء "داعش" بالتدريب والتمويل لم يأت بجديد وما لم يفضحه التقرير ان أموال النفط العربي كانت المساهم الأهم في تطوير التنظيم وأن الراعي الرسمي له أمريكا اسرائيل وبريطانيا وأن تركيا حاضنة للتنظيم والمحطة التي ينطلق منها الي المنطقة العربية بتعليمات مباشرة الـ CIA مع منصات اعلامية مباشرة تذيع بيانات التنظيم وتضخمها عبر قنوات الجزيرة باللغتين العربية والإنجليزية .
ولم يذكر التقرير ان تجميع التنظيم تم في افغانستان من بقايا فلول الافغان العرب والشيشان والبانيا والبوسنة والصومال. في تكوين قريب لتنظيم القاعدة لمؤسسة اسامة بن لادن في بيشاور. خاصة بعد احداث 11 سبتمبر واحتلال العراق.
وساعد علي سرعة نمو التنظيم ترهل "القاعدة" واغتيال وتصفية قياداته التنظيرية والفاعلة واتساع فجوة الإختلافات المنهجية والعقائدية بين الصف الثاني في التنظيمات الإرهابية .
ونجحت الاستخبارات الامريكية أيام بوش الإبن واوباما - ضمن استراتيجية الشرق الأوسط الكبير - في البحث عن أرض جديدة لتحريك عناصر الإسلام السياسي. واتفق أن المنطقة العربية هي الأنسب بهدف تفكيك العالم العربي وأن مصر إحدي الدول الرئيسية المستهدفة وسوريا بعد العراق .. ومع الربيع العربي الاجواء مهيأة لهذه التنظيمات التي تضم جنسيات متعددة تم تجهيزها بطريقة "بلاك ووتر ".
وضع المخططون لنشاط "داعش" تضخيم الخلافات المذهبية والطائفية وشهدت سوريا التحرك الأول في درعا مدعوما بآلة اعلامية تضخم ما يتم خلال الجزيرة والـCNNوبدعم التنظيم الدولي للاخوان وجماعات الاخوان في مصر وسوريا وتركيا والمانيا. وفرنسا, ولندن. وماليزيا واندونيسيا بدول الخليج خاصة العناصر التي هاجرت منذ ستينيات القرن الماضي إلي بلاد النفط .
تركيا ساهمت بتدريب الإرهابيين وفتح الممرات الآمنة لتسريبهم بعتادهم الي سوريا والعراق. وكان نجاح التنظيم في السيطرة علي نفط العراق وسوريا فرصة لشرائه من قبل حكومة اردوغان. وكان الداعم لذلك پجبهات النصرة وفتح الشام التي تسلحت بسلاح اسرائيلي مع امدادات طبية اضافة إلي التنسيق مع الارهابيين داخل سوريا .
التقارير تشير إلي أن مليارت النفط العربي خاصة من قطر كانت مساهما رئيسيا للمخطط الامريكي لتدمير وتفكيك الدول العربية. والتمدد في افريقيا في مالي والنيجر ونيجيريا بمنظمات شبيهة بهدف تهديد الإمن القومي العربي .
وأظن أن المخطط الامريكي وداعش فشلا امام كشف دوافع التخريب وتفكيك الدول والموقف الروسي والصيني الحاسم لمساندة بشار الاسد وضد تقسيم سوريا. وبات أن امريكا" ترامب" مقتنعة ان فاتورة التخلص من الاسد أكبر بكثير من فاتورة بقائه. في ظل فشل معارضة "العواصم" في الاتفاق بجنيف واستانة .
وبلا شك اسباب فشل المخطط التركي - الامريكي وحلفائهم. الموقف المصري المعلن ضد الحل العسكري وتشجيع الحل السياسي. ومشاركة مصر في معرض دمشق الدولي مؤخرا تعبير معلن عن رفض السياسة الغربية تجاه سوريا .