عبد الرحمن فهمى
ذكريات .. النقد الرياضي.. زمان والآن
بمناسبة مباراة أوغندا.. هناك فرق كبير بين "تغطيتنا" الصحفية زمان للمباريات خاصة التي تقام في الخارج وتغطية زملائنا الأفاضل الآن.. كنت زمان أحوّل المباراة إلي قصة لها مشاهد مختلفة.. أو قل "يوميات مسافر".. كل يوم رسالة.. لا تركيز علي المباراة والتمرين قبل المباراة.. أبدا.. من أول يوم الرسالة عن السفر وما حدث في المطار والطائرة.. وهكذا.. المباراة مذاعة علي الهواء الزملاء في القاهرة شاهدوها وكتبوا الوصف التفصيلي.. والأحداث كلها.. لذا كنت أري أن ما يحدث بعيدا عن المستطيل الأخضر قصص طريفة يريدها القراء وهذا ما كان يميز صحفنا في دار التحرير عن الصحف الأخري.. ولعل هذا كان السبب في تمسك المشير عبدالحكيم عامر بسفري مع كل فريق رغم أن اسمي - مع المرحوم يوسف الشريعي - في سجلات المجمع من الممنوعين من السفر.. وكان المرحوم إسماعيل كاسب مدير العلاقات العامة باتحاد الكرة يمر علي المرحوم علي شفيق مدير مكتب المشير قبل كل سفرية ليأخذ قرار المشير بالسماح لنا بالسفر.. وبعد فترة تم رفع اسمينا من الممنوعين من السفر.. خاصة بعد سفر المشير إلي سوريا والإقامة هناك.
وأذكر أن أحد الزملاء بناء علي إلحاح منه كتب المرحوم إبراهيم نوار رئيس التحرير خطابا لاتحاد الكرة يقول فيه إن الجريدة قررت سفر هذا الزميل في رحلة ما.. وكان رد المرحوم مراد فهمي سكرتير عام اتحاد الكرة خطابا إلي الجريدة يقول فيه إن اتحاد الكرة موافق علي سفر فلان بشرط إرسال شيك بمبلغ كذا لتغطية مصاريفه.. تعجب إبراهيم نوار من الرد ورأي بناء أيضا علي إلحاح الزميل.. رأي الموضوع يحتاج لتدخل شخصي منه فاتصل بمراد بك تليفونيا.. أنتم تأخذون من كل جريدة مندوبا علي نفقة الاتحاد.. ماذا جري.. وكان رد مراد بك بأن المشير رئيس الاتحاد هو الذي اختار فلاناً للسفر لذا عليكم الاتصال به ليعطينا الأمر بالتغيير.. ولم يتصل أحد بالمشير طبعا.
***
أعود إلي قصة "الجورناليزم" الذي أدخلته في إعلام الرياضة فأقول إن الموضوع ابتدأ في الإذاعة عندما كانت في 4 شارع الشريفين عندما كان الإعلامي الكبير صاحب البصمات الخالدة علي أثير الإذاعة ألا وهو فهمي عمر كان مشرفا علي الرياضة.. وهو الإذاعي اللبق المحنك الذي كانت تنتظره جماهير مصر في السابعة إلا ربع ليقرأ لهم بانوراما مباريات اليوم بأسلوب راقص شقي خفيف الظل للمرحوم نجيب المستكاوي.
قلت له ذات يوم: إن الإذاعة مثل الصحف لا تذكر سوي النتائج والأرقام.. هناك أحداث داخل وخارج المستطيل الأخضر لماذا لا نصيغها في برنامج خفيف لمدة نصف ساعة.. صرخ فهمي عمر بحاسته الإعلامية الحساسة.. ثم قال لي: من يكتب النصف ساعة وهي زمن بالنسبة للإعلام طويل؟؟.. قلت له: أنا.. أنا سأكتب لك عقب كل مباراة هامة.. وقد كان.. مثلا.. مباراة هامة.. والضظوي يستعد لهدف لا شك فيه إطلاقا وقع علي الأرض.. كان محل تعجب وتساؤل من كل المتفرجين.. أحد لا يعلم أن ساق الارتكاز بالصدفة المحضة وقفت علي كوم حشيش فوقع وليس وقوعه لسبب سخيف وغير سخيف كان كلام الناس يومها.. ومن نصف ساعة إذاعة إلي إذاعة خاصة ثم قناة تليفزيونية متخصصة.
***
في مبارياتنا الدولية أو مباراة الأهلي والزمالك كان كل القسم الرياضي يذهب إلي الملعب.. نور الدالي يصف المباراة والدالي عادة "عنيف" كان يلعب بخشونة كبيرة وحياته كذلك أيضا فكان وصفه للمباراة مليئا بالسب والشتيمة التي يعشقها ويضحك عليها اللاعبون والحكام أنفسهم.. أما الديبة فيكتب نصف عمود رائع تحت عنوان "رؤية فنية".. عزت العشماوي ينتقد الحكام.. اسطاموليس يكتب أخبار الحكم أو الفريق الأجنبي يجيد أربع لغات.. هناك عمود أو عمودان فقط سريعة سطران أو ثلاثة أو أربعة أسطر يكتبها ناصف سليم وفاروق يوسف تحت عنوان "إعط ظهرك للملعب" وكانت هذه هي التعليمات نريد ما هو بعيد عن المباراة.. كانت أيام.. معذرة للإطالة!!