الأخبار
الهام ابو الفتح
قمة «بريكس».. شهادة جديدة علي توازن القرار المصري
كنت واثقة أن اقتطاع مبلغ يصل إلي 300 مليون دولار من المعونة الأمريكية لمصر لن يفت من عزيمتنا علي المضي قدمًا في تحرير اقتصادنا وتنويع تحركنا علي المستوي الدولي بشكل يعكس إرادتنا المنفتحة علي الجميع، فها هي شهادة جديدة للاقتصاد المصري تكتبها مشاركة الرئيس السيسي في قمة البريكس بالصين.. وهي أهم التكتلات الاقتصادية الدولية.. تضم الصين وروسيا والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا، وحسب الإحصاءات فإن دول البريكس مجتمعةً أسهمت بنحو 50% من إجمالي النمو العالمي خلال السنوات العشر الأخيرة.
وهي أيضا من أكبر التجمعات السكانية في العالم، فسكانه يشكلون أكثر من 40% من سكان العالم، فضلا عن الثقل السياسي والاقتصادي الكبير الذي تتمتع به تلك الدول سواء في محيطها الإقليمي أو علي الساحة الدولية. ويعكس حرص الصين علي دعوة مصر للمشاركة في اجتماعات »البريكس»‬ المستوي المتميز للعلاقات بين البلدين، والاهتمام بزيادة مستوي التنسيق والتعاون بين تجمع »‬بريكس» ومصر، في ضوء ما تتمتع به من فرص اقتصادية واعدة وموقع استراتيجي مهم ودور سياسي إقليمي ودولي.
إن دعوة مصر لحضور البريكس والمشاركة في اجتماعاتها لم تولد من فراغ ،فرغم أن مصر مرت بأزمة اقتصادية صعبة لكنها تحاول أن تجتازها بما لديها من خبرة وحنكة، خاصة في ظل المشروعات العملاقة التي يجري تنفيذها حالياً، وأولها محور تنمية قناة السويس، وما يمثله من أهمية ليس فقط للاقتصاد المصري، وإنما لخريطة الاقتصاد العالمي.
ومشاركتنا في البريكس تأكيد دولي بأن مصر واحدة من الدول ذات الاقتصاديات الواعدة، وفرصة للمشاركة في الحوار العالمي، مما يشجع علي جذب الاستثمار الأجنبي، فالرئيس سيلقي كلمة في ملتقي التجارة والصناعة لدول البريكس، أمام العديد من رجال الأعمال الصينيين، للتعريف بفرص الاستثمار المتاحة في مصر، كما أنه سيعقد اجتماعات ثنائية مع قادة الدول الخمس، خاصة الصين، المرتبطة مع مصر باتفاقية "الشراكة الاستراتيجية الشاملة" الموقعة في ديسمبر 2014، والعلاقات بين مصر والصين شهدت تطورا في عهد الرئيس السيسي الذي شارك في قمة العشرين، وكان لي شرف مرافقته ضمن الوفد الصحفي المصاحب له وقد شهدت حفاوة الاستقبال والاعتزاز بالعلاقات المصرية الصينية كما شهدنا خلال الفترة الماضية تبادل الزيارات بين الرئيسين من وإلي القاهرة وبكين، مما يعكس مدي اهتمام الجانبين بتطوير العلاقات بينهما ومدي تماسكها، وقد شهد التعاون في كل المجالات تطورا كبيرا، فقبل أيام تم الانتهاء من إعداد المسار النهائي للقطار المكهرب الممتد من مدينة السلام إلي العاشر من رمضان رابطا العاصمة الإدارية الجديدة علي طريق السويس/ القاهرة الصحراوي، الذي يمتد طوله 170 كم، ويشمل 14 محطة، وستنفذه شركة صينية، كما أن التعاون المالي شهد كذلك تطورا من خلال اتفاق تبادل العملات، وإجراء مناقشات حول المشاريع في العاصمة الإدارية والعين السخنة، ووفقاً للأرقام فقد شهد مجال الاستثمار مثلا زيادة للاستثمارات الصينية بنسبة 420 مليون دولار أمريكي في 2016، ليصل حجم الاستثمارات الصينية في مصر إلي 6.8 مليار دولار أمريكي.
القمة والتي تعقد اليوم تحت عنوان "شراكة أقوي من أجل مستقبل أكثر إشراقًا" ستركز محاورها في تعميق التعاون والشراكة الاقتصادية بين الدول الأعضاء لتحقيق مزيد من التنمية لمواجهة التحديات وتحقيق السلام والاستقرار.
وأعتقد أن المشاركة المصرية هي انعكاس لنجاح خطة الإصلاح الاقتصادي التي تنتهجها مصر والتي أسهمت في تحقيق مؤشرات إيجابية دعمت من مكانتها علي خريطة الاقتصاد العالمي.. وأن من حق مصر أن تسعي لتعزيز علاقاتها مع دول التجمع والتي تستحوذ علي 22% من اجمالي الناتج الاجمالي العالمي ليس فقط علي المستوي التجاري وانما علي المستوي الاستثماري ايضًا خاصة في ظل مبادرات التمويل المتعددة التي تتبناها دول التجمع والتي سيكون للاقتصادات الناشئة نصيب كبير منها.
،وتتواصل تحركات مصر علي الصعيد الدولي المدروسة والمخططة التي نتوقع أن تعود بنتائج ملموسة علي كل الأصعدة.. أشعر بموجة من التفاؤل والأمل والسعادة وأن القادم أفضل بإذن الله

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف