الأهرام
محمد حبيب
ظاهرة البلطجة وإرهاب المواطنين
كشفت أحداث التعدى على أحد المواطنين دون تسمية الوظائف- داخل فيلته، من مواطن آخر ومحاصرته ورجاله لمسكنه وتحطيمه، عن حالة مستمرة منذ زمن طويل، وازدادت عقب ثورة 25 يناير وما تبعها من فوضى والخروج على القانون، والذى أجبرته أعداد كبيرة على أن يأخذ إجازة إجبارية لمدة طويلة، بل وطالت فصدق الكثيرون أن باستطاعتهم فرض بلطجتهم وتهديداتهم على الآخرين، بل وتمادوا وتحولت البلطجة إلى إرهاب يمارسه البعض ليلا ونهارا.

تحولات سلبية طرأت على أعداد كبيرة من الناس، يفهم منها أن الأزمة الأخلاقية تطورت، وجرأت البعض، وأنهم يمتلكون القوة والسلطة والمال، وقادرون على أن يتحولوا إلى دولة داخل الدولة، بل وتمتد البلطجة أيضا إلى من لا يمتلكون السلطة والمال، ولشعورهم بأن الحساب لن يأتى من الدولة أو من يمثلها، وتناسوا أن ما يقدمون عليه هو إرهاب، لا يختلف كثيرا عن الإرهاب الأسود الذى يطل على المجتمع، لإسقاط قواه وعزيمته وإيمانه بدولته وحريته ومستقبل أولاده.

هذه المفاهيم تسربت إلى المجتمع، ويشاهدها بين الحين والآخر فى الشوارع والطرقات بأشكال مختلفة، وهناك أمثله عديدة وحدثت بالفعل، ووصفها الوحيد بلطجة وإرهاب على الآخرين، بالرغم من أن معظم فاعليها يحاكمون، إلا أن البعض مازال يرى فى نفسه سيد قراره، خاصة أن مجموعات البلطجة انتشرت وأصبحت سمة فى المجتمع وبأشكال مختلفة، وفى فئات متنوعة بل من مواطنين عاديين، واليوم جاءت اللحظة الحاسمة التى تحتاج إلى علاج وردع وقوة قانون.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف