محمد العزاوى
مصر والصين وتنمية الثروة البشرية
الصين من الدول التي ترتبط بمصر بعلاقات تاريخية ومشاعر الشعبين في كلا البلدين تتميز بسمات مشتركة وروابط أزلية تؤكد أن الود والسعي للتنمية طريق لتحقيق الثراء وآمال الشعب.. الصين استطاعت خلال السنوات الأخيرة التحول من دولة مستهلكة تعاني من الزيادة السكانية إلي قوة اقتصادية منتجة قادرة علي صناعة أي شيء ونجح الصينيون في غزو العالم بمنتجاتهم التي تجدها في أي مكان وبجودة مختلفة ترتبط بأسعار تتناسب مع كل الفئات والطبقات.. تجربة ناجحة بكل المقاييس اعتمدت في المقام الأول علي الثروة البشرية وتنميتها والاستثمار فيها لكي تقود قاطرة التنمية المستدامة والصناعة المتقدمة وعجلة الإنتاج التي لا تتوقف.
وتجربة الصين في تنمية الثروة البشرية حققت طفرة في مجال التنمية وهي تجربة تستحق أن تتطلع إليها الشعوب في الدول النامية وبدأت هذه التجربة بتدريب الأيدي العاملة علي مختلف التقنيات والمهن والحرف وفي مجال الإلكترونيات استطاعت الصين أن تحقق طفرة هائلة وفي ذات الوقت تمكنت من استمرار علاقاتها التاريخية بكل الدول في أنحاء العالم معارضها تستلفت الأنظار وتجذب منتجاتها كل الفئات ومختلف الأعمار وتمتاز منتجات الصين برخص أسعارها وبجودة وبساطة مكوناتها وجاذبيتها في نفس الوقت حيث نجحت الشركات الصينية في منافسة منتجات أغني الدول في طرح صناعات تؤكد أن هذا الشعب قادر علي قهر المستحيل.
من المثير للإعجاب أن الصين استطاعت أن تحقق طفرة ملحوظة ومتزايدة من عام لآخر في مجال النمو الاقتصادي مما يشير إلي أن جهود أبناء هذا الشعب لا تتوقف وتسعي ليل نهار للتربع علي القمة الاقتصادية العالمية ولا يفوتها منافسة أي دولة بالعالم في أي مجال من الصناعات حتي غزو الفضاء.. الصين نجحت بتنظيم الأسرة والاستفادة بكل أعضائها.. تدريب علي أعلي مستوي بمناهج متطورة تعتمد علي الابتكار والتحديث.. تسويق المنتجات لكل أبناء الشعب الصيني لتحقيق عائد يدفع إلي المزيد من الجهد والعمل الدائم والإبداع والابتكار حتي ربات البيوت تستطيع أن تشارك في هذه التجربة الرائدة.
وفي إطار العلاقات المتميزة بين مصر والصين تأتي زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي لتؤكد الأبعاد التاريخية والاجتماعية التي تربط بين الشعبين بالإضافة إلي الاستفادة بتجرية الصين في كل المجالات وفتح آفاق الاستثمار لرجال الأعمال الصينيين في مصر خاصة في منطقة قناة السويس الجديدة ومشروعاتها المتميزة كما تسعي الصين للمشاركة في العاصمة الإدارية الجديدة.. التجربة الصينية اعتمدت علي سياسة صناعية واستثمارية واضحة والانفتاح علي كل بلدان العالم والاستفادة من تجاربها في المجالات المتطورة.. وتشهد العلاقات بين القاهرة وبكين طفرة حقيقية تهدف إلي إطلاق تجربة مصرية صينية ناجحة تعتمد علي الصناعات والخبرات المشتركة خاصة أن مصر هي قلب منطقة الشرق الأوسط والبوابة الرئيسية لأفريقيا.. فهل تشهد المرحلة المقبلة مزيداً من الاستثمارات الصينية علي الأراضي المصرية وتحقيق نهضة صناعية في مختلف المجالات خاصة أن الشعبين يتطلعان إلي الجهود المشتركة لقادة البلدين في دعم كل التوجهات التي تؤكد أن الصين ومصر في طريق واحد لتحقيق التنمية والرخاء.