جريدة روزاليوسف
أحمد باشا
«شبع بعد جوع»!
روى عن سيدنا على بن أبى طالب أنه قال: «اطلبوا الخير من بُطُون شبعت ثم جاعت فإن الخير باق فيها، ولا تطلبوا الخير ممن جاعوا ثم شبعوا فإن الشح باق فيهم».. والمصريون يؤمنون بالمثل القائل: «اللى شبع من بعد جوع ما ينعتبش عليه»!
خلال شهر رمضان عام ٢٠٠٦ كان «عبد الرحيم على» أول المهرولين إلى إفطار الإخوان فى فندق سيتى ستارز انتركونتيننتال وقتها حضر بسيارته المتواضعة ملبيا دعوة التنظيم، والآن يركب أفخم السيارات بعدما تراكمت الارصدة ببنك أبوظبى فرع طلعت حرب.. فى هذا اليوم ظهر مرتديا نظارته المتواضعة مصففا شعره على طريقة احمد سبع الليل فى فيلم «البرىء»، وبعد ثورة يناير تغير كل شىء فى مظهر عبدالرحيم الذى لم يعد يرتدى إلا الماركات العالمية حتى تصفيفة شعره تغيرت بعدما أهلك استخدام الكرياتين رأسه، لكن يبدو أن تطور المظهر الخارجى وفخامته لم يصاحبه ارتقاء فى نفوس ووجدان الرجل، عبدالرحيم الذى أطل علينا بصندوقه الأسود لم يفصح عن أسباب توقف برنامجه بعدما هاجم نجيب ساويرس ثم عاد ليمدحه ويدلله، حيث يبدو أن هناك صندوقا أكثر سوادا يستحق أن نفتحه!
صباح أول أيام عيد الأضحى المبارك ذبحت العجول بالطريق العام أمام مقر جريدته بالدقى لتوزيعها على أهالى دائرته الانتخابية، حسنا فعل، لكن هل يستطيع أن يخبر أهالى الدائرة الكرام من اين جاءت العجول؟ هل يستطيع أن يصارحهم انها جاءت إليه تسعى من «جمعية مصر الخير»؟!
إذا كان يستطيع فليفعل، وليخبرنا أين ذهبت أكباد الذبائح ومن نصيب من كانت الريش؟ بالهناء والشفاء نسأل الله له العفو قبل العافية.
فى الساحل الشمالى يجلس عبد الرحيم على الآن مسترخيا فى أفخم القرى يستعيد ذكرياته وأيام الصبا فى جمصة وبلطيم ورأس البر حيث أجود أنواع المشبك البشبيشى، ثم يعيد نظره إلى الطاولة الممتدة أمامه تعلوها أفخم أنواع المأكولات، وأصناف «الشرب»!
فى أبوظبى حيث قاعدته الرئيسية أعاد «عبدالرحيم» المياه إلى مجاريها مع الفريق أحمد شفيق الذى كان قد جافاه لفترة بعدما وصلت إليه اخبار تناول الكافيار كسندوتشات فى أفخم المطاعم، وبعدها عاد عبدالرحيم إلى حى الدقى ليبدأ معركة وهمية مع الدولة، فهل يسعى لصالح عام؟ أم لمكسب خاص؟ أم إنه يمهد الأرض لنفسه بعدما قرر بداية مبكرة لمعركة الانتخابات الرئاسية التى يبدو انه قد حدد فيها مرشحه الجديد.
«عبدالرحيم» يتحرك محاطا بحراسة مدججة وسيارات مرافقة لم تكن لتستقر له إلا بعد المتاجرة بالتهديدات التى أعقبت ثورة يونيو، حيث تصدر عبدالرحيم الصف الأول ممن يهددهم المجهول ليستحق لقب نجم شباك الثورة الاول، والإيرادات لا تكذب.
«عبد الرحيم» نجم نجوم الثورة، منافس قوى للفنان الصاعد محمد رمضان الذى أصبح يجافيه النوم بعدما هدده صعود نجم الصندوق الأسود.
الدائرة تتسع حيث تجد عبدالرحيم مرافقا لنجيب ساويرس وطارق نور وصلاح دياب ممن يمكن أن نلقبهم بـ«المشفشقين» نسبة إلى انتمائهم وحماستهم وحنينهم إلى الفريق أحمد شفيق أعاده الله سالما غانما إلى وطنه وصرف عنه تجار الاوطان والشعوب.
عبدالرحيم الذى بدأ معركته ضد وزارة الداخلية يبدو أنه قد نسى أنه قد عرف طريق الشهرة من أوسع بوابات لاظوغلى، والأسماء والرتب موجودة ممن هم على قيد الحياة.
يعجبنى فى الرجل سعيه لأن يعيش أيامه وخواتيمها فى رغد حيث يرفل فى النعيم كى يسترد صباه، حيث شوهد محاميه من قبل بمقر مكتب توثيق زواج الأجانب فى وزارة العدل، ولم تكن صدفة وجود الفنانة المغربية الشهيرة بصحبته فى ذات التوقيت، وهى الآن تنعم فى شقتها الخاصة بباريس، فإذا كان بيتك من زجاج فلا تقذف من حولك بالطوب، خاصة بعدما وصلت إلى العالمية، والتحقيقات لدى شرطة هولندا وكاميرات الفندق فى أمستردام لديها الكثير، وفِى قسم الدقى قد يكون هناك ما هو أكثر! عبدالرحيم على اليسارى الذى تربى فى أروقة حزب التجمع العريق تجد فيللاته وقد وقفت شامخة فى مدينة «نيو جيزة» السكنية المملوكة لرجل الاعمال صلاح دياب، ولعل هذا له علاقة بعدم نشر أى أخبار عن دياب بجريدة البوابة عندما تم القبض عليه وظهر مقيدا بالكلبشات الحديدية، لكن هل امتد شموخ البنيان إلى النفوس؟!
اليسارى المناضل الذى كان يحفظ خريطة مترو الانفاق عن ظهر قلب الآن يتحرك فى أسطول سيارات ربما كان أحد أسباب الاختناق المرورى فى حى الدقي سيادة النائب هل يعلم أهالى دائرتك أنك لا تحضر جلسات البرلمان؟ سيادة النائب لماذا تهاجم الداخلية الآن وقد خصصت طاولة لقيادات الداخلية ووقفت على راحتهم خلال حفل زفاف كريمتك المصونة والصور موجودة؟ سيادة النائب لماذا أوقفت هجومك على رجل الأعمال نجيب ساويرس فجأة؟ ما تفاصيل وحواديت المذيعة التى اشتهرت مؤخرا بعد ارتكابها واقعة مدهشة على الهواء؟ وما علاقة ذلك بسيادتك؟ ما سر التسجيل الصوتى الذى انتشر ويروى تفاصيل وأسماء؟ والتسجيل موجود، هى أسئلة لم يخترعها الكاتب بل فرضها واقعك ومحيطك. سيادة النائب المحترم وصاحب أكبر ثروة من التسجيلات النادرة التى لا ينافسه فيها سوى أرشيف التليفزيون المصرى، ما سر التسجيلات التى يحرض فيها رجال أعمال على عدم التبرع لصندوق تحيا مصر؟ من هم رجال الأعمال؟ ولماذا لم تذعها؟ من يمول حملتك الانتخابية وجريدتك؟ إلى أين وصلت فى كتابة مذكرات المرشح الرئاسى السابق؟ وما المقابل؟!
سيادة النائب المبادئ لا تتجزأ والدولة لا يمكن أن تخضع للابتزاز، ولا يمكن التعامل معها كما تتعاملون مع أنفسكم، فقط حاولوا أن تعاملوها كما تعاملون بعض رجال الأعمال، لكن عليك أن تتيقن أنت وصحيفتك وحراستك وأرصدتك البنكية وحوارييك وجواريك أن الدولة لن تلهث وراء ابتزازات مستهلكة وفرز الرجال لم ينته بعد.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف