علاقة ضاربة في الجذور.. فما بين الشعبين المصري والإماراتي من ترابط نابع من مواقف ثابتة تاريخيا.. بني الشيخ زايد باني نهضة الإمارات علاقة بأساس قوي وأبدع في صلابة البنيان.
الولد سر أبيه.. والشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلي للقوات المسلحة هو امتداد لوالده المرحوم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان..
وأحد أبرز أبناء مدرسته الخالدة المخلصين، فلم يكن مستغربا علي شيخ شباب الإمارات محمد بن زايد أن يعزز تلك العلاقة الأخوية مع أشقائه المصريين.. فالحب نابع من القلب ومتأصل في الجذور.
حظيت العلاقات المصرية الإماراتيه باهتمام خاص من محمد بن زايد انطلاقا من رؤيته لأهمية مصر كصمام أمان للمنطقة بما تمثله من ثقل استراتيجي وأمني ودورها الريادي، وتمثل العلاقة نموذجا فريدا للروابط التاريخية العميقة، ومنذ اندلاع الاضطرابات التي عمت المنطقة وهددت أمن مصر واستقرارها عام ٢٠١١ وقفت الإمارات بقوة الي جانب الشعب المصري، فقد كان الشيخ محمد بن زايد حاضرا وداعما منذ لحظة تنصيب الرئيس السيسي في يونيو ٢٠١٤.
لن ننسي الدور الإماراتي ودعمها لاقتصاد مصر ودفع التنمية ومساعدتها للخروج من كبوتها.. قدمت الإمارات ٤ مليارات دولار نصفها للاستثمار في المجالات التنموية والآخر وديعة لدعم الاحتياطي النقدي. وتوالي الدعم ليشمل التعليم والتدريب والإسكان والمواصلات والرعاية الصحية والأمن الغذائي والطاقة.
وجاء الكتاب القيم لصديقي وأخي عاشق الإمارات الباحث والخبير الاستراتيجي والمحلل السياسي د.سالم الكتبي في توقيت مهم ليسلط الضوء علي جانب بسيط من شخصية الشيخ محمد بن زايد المتفردة، والذي أعتز بدوره ومواقفه وعشقه لبلده مصر، فولي عهد أبو ظبي يحظي باحترام خاص ليس فقط لما يمثله من قيم التواضع والانتماء لوطنه وإنما لحسه الإنساني العالي ونجاحه أن يكون للإنسان الإماراتي أولوية مطلقة. ويسلط الكتبي بمهارة فائقة لما يملكه من ناصية الكلمة وأدوات البحث، الضوء علي الدور العظيم للوالدة الشيخة فاطمة بنت مبارك.. رمز أصالة الإمارات وأخلاقها الرفيعة وحفاظها علي التقاليد الأصيلة.
استشعرت الإمارات خطر الإرهاب مبكرا مع صعود تنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي للحكم بشعارات دينية خادعة، واستشعرت خطر داعش، فكانت الرؤية الوقائية الصارمة ضد الإرهاب لتحصين الإمارات وإجهاض خطط تنظيم الإخوان الإرهابي وفضح المؤامرة التي كشفت التخطيط الشيطاني بالقبض علي عدة شبكات إرهابية. ليأتي الموقف الإيجابي بمساندة الدول العربية التي تعاني من تدخلات إيران، وموقفها الصارم ضد ألاعيب قطر وأميرها المتآمر.
مواقف واضحة ومتعددة للشيخ محمد بن زايد تؤكد فراسته وشجاعته فمن يملك سمات الزعامة والأخلاق قادر علي كسب احترام وثقة الجميع.. ويستحق أن يكون بحق فخر العرب والعروبة.