الوفد
زكي السعدني
كلام جرىء - وزارة الحرامية !
هو خلاص معدش فيه حاجة ممكن تشغل بال واهتمام أى وزير للتربية والتعليم سواء الوزير السابق أو الحالى أو القادم غير القضايا الهامشية التى لن تحدث أى إصلاح أو تطوير فى التعليم، رغم أن مشاكل التعليم فى مصر زى الهم على القلب.. الوزير «شوقى» انتفض وانقض علينا بتصريحات غير مسئولة، سب فيها المعلمين واستنكر المدرس الذى لا يهمه سوى زيادة راتبه ويعلو صوته مع أنه غير كفء، وأنه ليس فى حاجة إليه، وقال إن نصف الوزارة إما حرامى، والنصف الثانى حرامى ومش كفء أيضاً!! وأرجع الوزير سبب تأجيل الدراسة إلى 23 سبتمبر من أجل استكمال صيانة المدارس واستكمال تجهيز المدارس اليابانية التى ستبدأ الدراسة بها لأول مرة فى تاريخ مصر هذا العام. فى حين أنه لم يلتزم بوعده أمام الرئيس فى كلمته فى مؤتمر الشباب بالإسكندرية أنه سيتسلم المدارس اليابانية فى 15 أغسطس وسينتهى من فرشها خلال أسبوع لتكون جاهزة لبداية الدراسة، وقال إنه تم التنسيق مع وزير التعليم العالى على موعد بدء الدراسة إلا أنه تراجع عن الموعد المتفق عليه؟ وانتقد الوزير ميزانية الوزارة وإنفاق معظمها على المرتبات وطباعة الكتب ولم يسأل الوزير نفسه عن جيش المعاونين الذى تم تعيينه مؤخراً ويتقاضى مبالغ طائلة فى الوقت الذى شكا فيه الوزير عدم توافر الأموال المطلوبة التى يحتاجها لتنفيذ عمليات التطوير الذى أصبح مثل الثوب المهلهل الذى كسته الرقع وتاهت ملامحه.. وأصبح الناس يكرهون كلمة تطوير ويلعنون التطوير وسنينه. وطبعاً كلنا عارفين الخبراء استعان بهم الوزير ليكونوا معاونين له فى التطوير ولا داعى للخوض فى الحديث عنهم.. وهو مفيش حاجة تشغل بال الوزير غير المعارك الجانبية وبدلاً من أن يكون القائد والمدافع عن حقوق جنوده فى الميدان نجد العكس يباغت جنوده من المعلمين بهجوم يسىء له شخصياً ويكشف فيه سوء أحوال وزارة المسئول عنها.. ألم يسأل الوزير نفسه من باب العلم بالشىء كيف يعيش هذا المدرس كما البشر بالجنيهات المعدودة التى تعطيها له الوزارة أول كل شهر؟! ألم يسأل الوزير من حوله لماذا يلجأ التلاميذ إلى الدروس الخصوصية وأصبح التعليم فى المنازل بدلاً من المدارس؟!
ألم يلاحظ الوزير أن هناك أوضاعاً مؤلمة فى التعليم تستحق منه الاهتمام والتركيز بدلاً من الانشغال بقضايا جانبية ومنها مثلاً الفصول الدراسية المكدسة بالطلاب المحشورين داخل مقاعدهم مثل علب السردين ويزدحم الفصل الواحد منها بنحو 120 طفلاً يختنقون من الزحام.
ألم يشعر بالرعب من سوء مبانى المدارس التى على وشك الانهيار فوق رؤوس التلاميذ والمعلمين لسوء مبانيها؟ ألم يسأل الوزير نفسه ليه التلميذ مستواه الدراسى هابط ويهبط باستمرار لدرجة أنه يصل إلى المرحلة الإعدادية ويعجز عن فك الخط وكتابة اسمه ولا يعرف الفرق بين الألف وكوز الذرة؟! ألم يشعر الوزير بعدم الارتياح من كثرة اللجان التى تعقد من أجل تطوير الكتاب المدرسى وإزالة الحشو وما زال الكتاب المدرسى يعانى من التدهور وعدم القدرة على الوصول إلى مستوى الكتب الخارجية التى يفضلها الطلاب فى مختلف السنوات الدراسية؟ لماذا لا ينشغل الوزير بأى مشكلة من المشاكل الأزلية للتعليم ويعمل على حلها والتركيز فيها وترك بصمة على سياسة التعليم بدلاً من التركيز فى معارك جانبية وفرعية لن تحقق إصلاحاً من أى نوع فى التعليم.. نريد أن نتخلص من مشاكل التعليم الحقيقية من خلال وضع سياسة قومية للتعليم.. وعدم وضع سياسات تخضع لمزاج كل وزير.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف