الكورة والملاعب
سمير الجمل
إبداع.. الإمام الأكبر!
حلقة كاملة تحدث فيها الإمام الأكبر الدكتور الطيب شيخ الجامع الأزهر مع الزميل محمد سعيد.. عن الإبداع والفن.. وكنت أتمني لو أن كل المشتغلين بالإعلام والعمل الفني قد شاهدوا هذه الحلقة التليفزيونية.. لأنها أشبه بميثاق شرف لمن يعمل في هذا الميدان.. وسيدرك أنه أمام مسئولية ثقيلة لا يقدر عليها إلا أهلها.. لأنهم الأقدر والأسرع في تشكيل الوعي والوجدان والصهاينة انتبهوا منذ القديم إلي أهمية وخطورة الفن وقرروا في مؤتمرهم التاريخي في سويسرا ..1897 السيطرة علي وسائل الإعلام والفن.. ومن هنا انطلقوا يلعبون في الأدمغة والعقول وهي لعبة يجيدون التعامل معها.. وخطوتهم الأولي امتلاك رؤوس الأموال.. ثم شراء المؤسسات الصحفية والمحطات التليفزيونية والاستديوهات.. ودور النشر.. وبهذه الطريقة زيفوا التاريخ ونشروا الفتن والمفاسد.. واستخدموا في ذلك بطريق غير مباشر.. مؤسسات وأفراد من بيننا.
الشيخ أكد علي أن حرية الإبداع مكفولة.. والمبدع الحقيقي يمتلك من خلال موهبته ودراسته وثقافته ما يجعله يقول ما يريد بما لا يؤذي المجتمع.. وثوابته.
الشيخ الصعيدي الأزهري الذي درس في جامعة السوربون عاش في فرنسا فترة دراسته.. ونجح أن يؤثر في المحيط الذي عاش فيه ويعطي صورة محترمة عن المسلم وإسلامه.. وغيره ذهب إلي أوروبا وفقد هناك هويته وعقله وثوابته وعاد خواجة أكثر من الخواجات.
وقد استوقفني كلام الشيخ الجليل عن أهداف الفن التي يجب أن تكون حاضرة في كل مشهد وكل كلمة وكل لحن لأن مجتمعاتنا لا تملك رفاهية نظرية الفن للفن ومدارس العبث والتجريب والشطحات المجنونة.
فهل يعرف من يعملون حالياً في الإعلام والمجال الفني.. أن ضمائرهم هي الرقيب عليهم قبل رقابة المصنفات التي لم تعد ذات قيمة في ظل سموات مفتوحة وثورة جهنمية في الاتصالات حطمت حوائط الخصوصية حتي داخل غرف النوم.. وبعد هذا.. إذا نظرنا إلي المشهد الإعلامي بعين العقل فهل نجده منسجماً مع مجتمعه وأخلاقياته؟.. وهل الإنتاج الفني الذي نتابعه في المسلسل والأغنية والفيلم.. يأخذ بيد هذا الشعب الذي تصل فيه نسبة الأمية إلي 40% أو يزيد بخلاف أمية المتعلمين الذين يحملون الشهادات بلا ثقافة.. هذا الشعب يحتاج إلي من يرتقي بذوقه وينمي في وجدانه قيم التسامح والعمل والعدالة.. فإذا بلغ الشعب هذه الدرجة.. جاء بالحكومة التي تشبهه وتمضي معه وبه إلي طريق النهوض والنمو.. والحضارة.. ومصرنا غير كل بلادنا تمتلك هذه المقومات فهي التي ارتبط دينها بفنها من قديم الأزل فهل إعلامنا وفننا علي نفس المستوي؟!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف