الأهرام
اسماء الحسينى
محطات .. محطات قطر والرأى الآخر
إن قيام السفارة القطرية فى الكويت برفع دعوى قضائية على الكاتب الكويتى المخضرم فؤاد الهاشم وآخرين، هو أمر يجب ألا يمر مرور الكرام لعدة أسباب، فهذه السفارة تمثل نظاما ظل يروج على مدى 3 عقود لشعار الرأى والرأى الآخر، الذى أصبح علامة تجارية باسم قناة «الجزيرة» القطرية. فكيف يستقيم الأمر أن النظام السياسى الذى يبث ويدعم قناة الرأى والرأى الآخر كما يزعمون، أن يقوم بالملاحقة القانونية لكاتب عبر عن رأيه صوابا أو خطأ فى رموز النظام القطرى، ولماذا نرى النظام القطرى الذى قبل أن تخوض قناة الجزيرة فى أدق خصوصيات رموز سياسية عربية فى المشرق والمغرب، يصرخ ويشكو ويهرول اليوم نحو القضاء الكويتى، مقاضيا فؤاد هاشم الذى رفع لواء الكلمة فى عموده الصحفى وحواراته التليفزيونية، والذى يتمتع بجمهور كبير من القراء والمتابعين فى الخليج والدول العربية. كنت أتمنى أن يصدق النظام القطرى مع نفسه فى هذه النقطة المحورية التى طالما تشدق بها، وإنه من الدهشة بمكان أن النظام القطرى، الذى لم يتورع عن الخوض فى شأن حرية التعبير فى الكويت، أن يغضب ويثور إذا ناله أى نقد. وأخيرا فإن هذه الدعوى ليست موجهة فقط لفؤاد الهاشم ورفاقه وحدهم، وإنما هى نوع من الإرهاب الفكرى الذى يلوح به النظام القطرى فى وجه كل منتقديه. والمؤكد أن هذه الدعوى القضائية القطرية لن تجنى سوى مزيد من فقدان الثقة فى الشعارات الجوفاء التى رفعتها قطر، وكذلك مزيد من الأقلام والأصوات التى سيستفزها النيل من حرية التعبير، وأيضا مزيد من التضامن للتصدى لهذه المحاولات القطرية البائسة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف