الأهرام
مرسى عطا الله
كل يوم .. خطبة الوداع.. ومهمة السيسى!
لا أظن أن أحدا يخالفنى الرأى فى أن خطبة النبى محمد عليه الصلاة والسلام فى حجة الوداع كانت بمثابة بنود رئيسية لدستور يضمن لأمة الإسلام أن تعيش مع بقية الأمم والشعوب فى أمن وأمان.

فى خطبة حجة الوداع كان الحديث واضحا وصريحا ومحددا على أن دم الإنسان معصوم، وأن ماله معصوم وعرضه معصوم بقوله: «أيها الناس إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم».. كان الحديث موجها للناس كافة وليس للمسلمين وحدهم وهو رسالة مبكرة للغاية عن جوهر وروح الإسلام الذى يستهدف تنظيم العلاقات الإنسانية بين الشعوب كافة على أساس التواصل والتعاون ونبذ العنف.

فى خطبة حجة الوداع إرساء للمباديء الصحيحة للإسلام فى مقدمتها تأكيد أن الإنسان أيا كان لونه وبلده وجنسه وعقيدته الدينية مخلوق يحظى من المولى عز وجل بتكريم وتفضيل على سائر المخلوقات مصداقا لقوله سبحانه وتعالى فى سورة الإسراء: «وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِى آدَمَ».

وهنا ينتاب المرء العجب عندما يرى تصاعدا فى سهام الغمز واللمز ضد الإسلام فى قضية حقوق الإنسان وحرمة الدم والعرض والمال مع أن لدينا الحجة والدليل فى خطبة حجة الوداع التى حددت موقف الإسلام من هذه القضية وإطارها المرجعى المعتمد الذى يمثل منظومة كاملة لضوابط التعامل بين الناس حين يتفقون وحين يختلفون فى أوقات السلم وأوقات الحرب على حد سواء وهذه المنظومة تخلص إلى أن الإسلام ليس فى حرب مع كل ثقافة معاصرة وأن المسلمين شركاء لبنى البشر جميعا فى مواجهة المخاطر المشتركة الجديدة وعلى رأسها خطر الإرهاب... وما أصعبها من مهمة يحملها السيسى معه فى كل جولاته الخارجية وهى مهمة تحتاج إلى جهد مواز من مؤسساتنا الدينية وعلى رأسها الأزهر الشريف لتعرية السلوك الناشز لبعض من ينتحلون لأنفسهم حق التحدث باسم الإسلام والمسلمين دون تفويض من أحد!.

خير الكلام:

<< البحث عن الحقيقة يفضح الزيف ويكشف الأباطيل !
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف