الدستور
نشأت الديهى
مصيدة التكنولوجيا
بحقٍ، تقدمت التكنولوجيا وضاع الإنسان.. فالمصريون، طوال تاريخهم، وعلى مر الأزمان، كانوا مجاملين، خاصة فى المناسبات، كانوا يتزاورون فيما بينهم، يهنئون بعضهم، ويتسامرون، ويتضاحكون، وتكون المناسبات والأعياد فرصة كى يتصالح المتخاصمون، ويتسامحوا فيما بينهم، ومع تطور الأحوال ودخول عالم البوسطة وساعى البريد، استبدل المصريون بزياراتهم خطاباتهم.
ثم أدخل المصريون التليفونات الأرضيّة فى المنازل، ثم تطور الأمر بمكالماتهم التليفونية من التليفون الثابت إلى التليفون المحمول، وبدأت منظومة الرسائل القصيرة والشات، عبر فيسبوك وتويتر وواتس آب، فاختفت الزيارات والخطابات والمكالمات، ودخل المصريون عصر التواصل بالرسائل القصيرة، ثم الصور والكروت المعلبة.. لقد تحولت مشاعرنا إلى مشاعر «تيك أواى» بلا أحاسيس، ولا مردود، تحولت ورودنا الناضرة الأخاذة وزهورنا اليانعة المبهجة إلى زهور مجففة وورود محنّطة بلا روح ولا رائحة، ضاعت بسمات وضحكات المصريين على قاعدة التطور التكنولوجى الخادع والمزيف.
يا أيها المصريون، عودوا إلى زياراتكم، عودوا إلى مكالماتكم، أعيدوا إليكم مشاعركم الضائعة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف