انتهت أيام العيد.. فهل جلست أمام الشاشة خلال هذه الأيام المباركة مثلي بأمر المرض الذي يحدد إقامتي؟؟!! رغم مقاطعتي منذ مدة للشاشة إلا أن الأمل راودني بعد إنشاء هذه الهيئات الإعلامية بديلا عن وزارة الإعلام.. كان عندي أمل كبير أن الشاشة ستشد الناس لتقضي الليل علي الأقل في البيوت.. أسعار تذاكر السينما رغم أنها كانت غالية من زمان في أيام الأعياد وكان المنتجون يتنافسون علي العرض في هذه الأيام إلا أن الارتفاع الجنوني في أسعار التذاكر في هذا العام اشمعني الطماطم والبطاطس حجب كثيرين عن ارتياد دور السينما والملايين بتاعة زمان لم تعد موجودة.. كان الناس يفضلون الشاشة الصغيرة في البيت مع البيجامة والجلابية وكوب الشاي.. كان الناس ينتظرون في هذه الظروف التي نمر بها الآن أن تكون الشاشة الصغيرة بديلا عن الشاشة الكبيرة وبديلا عن أية سهرة في أي مكان عام.. كفاية العيد في الصباح الباكر صلاة العيد ثم الذهاب بعد ذلك للمنتجعات والمتنزهات والشواطئ القريبة ثم تقضي الليل في البيت للراحة بعد يوم عيد حقيقي.. فنجد علي الشاشة ما لم نشاهده من قبل فإذا بها تفاجأ بنفس المسرحيات ونفس الأفلام التي حفظناها بعد أن شاهدناها لا أقول عشرات المرات بل مئات المرات!!! مدرسة المشاغبين منذ أيام شاشة الأبيض والأسود وغيرها الواد سيد الشغال الذي مات مؤلفها سمير عبدالعظيم منذ ربع قرن ومسرحيات محمد صبحي التي ألفها السيناريست المبدع لينين الرملي منذ ما يقرب أيضا من ربع قرن!!!.. مع نفس برامج التوك شو بنفس الوجوه.. وبعضها سبق عرضه.
الناس كانت تنتظر أفلام العام الماضي ولا أقول هذا العام.. تنتظر مسرحيتين ليحيي الفخراني لم يدخلا مبني ماسبيرو حتي الآن ولا أدري لماذا؟
كان الناس ينتظرون من الهيئة الوطنية الجديدة التي ملأت الصحف بالكلام عن "تغيير" ماسبيرو.. كانت تنتظر مثلا الاستعداد للعيد باستعادة "ليالي التليفزيون" وتعلن قبل العيد بإقامة حفل يشد الناس.. نجاة تعود لكم بأغاني "أيظن ويا مرايتي ولا تكذبي" ولو حتي بالأشرطة القديمة التي اختفت منذ فترة طويلة ويقال إن هناك خلافا ماديا بين ماسبيرو وبعض المنتجين.. وما ذنب المشاهدين.. وبعيدا عن الأشرطة المصادرة - كما سمعت - لماذا لا يقيم القطاع الاقتصادي حفله فيها نفس الأغاني وغيرها وستباع تذاكرها بالكامل مهما غلا ثمنها ويسدد ماسبيرو ديونه ويتمتع الناس في ليالي العيد بدلا من نفس الوجوه في كل القنوات.. الناس زهقت من الإمساك بالريموت تقلب بين المحطات دون جدوي.. بلاش نجاة.. هناك هاني شاكر ومعه مدحت صالح هما الاثنان مثلا في ليلة لا تنسي وعلي البيانو الموسيقي عمرو سليم نجل طارق سليم.. نفس الإقبال ونحيي الطرب القديم وبعض الأغاني الوطنية التي نحن في أشد الحاجة لها الآن.. وهناك صفوان بهلوان "محمد عبدالوهاب شكلا وموضوعا" نستدعيه من بلده ليحيي حفلا يشاهده كل الشعوب العربية.. ويكسب ماسبيرو من البث خارجي ... و... و...
عشرات الأفكار والاقتراحات موجودة ومعروفة في ماسبيرو وفي غير ماسبيرو من وسائل الإعلام وكان هذا هو المنتظر من الهيئات الجديدة التي نقرأ كل يوم أخبار اجتماعاتها دون أن نري تغييرات نحن في أشد الحاجة لها.. إذا كانت المشكلة الكبري هي المشكلة الاقتصادية التي ستحل نفسها إذا تحسن الإنتاج.. فلا زيادة في الدخل إلا عن طريق جودة الإنتاج الذي يحبه الناس.. علي العموم.. كل عام وأنتم طيبون ويكون ماسبيرو قد تغير عن الروتين الغارق فيه.