تعلمنا منذ الطفولة أن الشهادة فى سبيل الله تطهر الشهيد من جميع ذنوبه وخطاياه، وأن الله عز وجل يدخلهم الجنة، وقيل لنا إن الشهيد لا يموت بل يحيا ويرزق عند ربه، أين؟ وكيف؟، العلم عند الله.
فى كتب الأخبار، الموضوع ليس كما حكوا لنا صغارا، ولا كما سمعنا ونحن فى مرحلة المراهقة بالمدارس، بل يختلف بعض الشيء، حيث إن الشهيد عندما يتم دفنه يعاقب بضمة القبر، بمعنى آخر يضيق عليه، لماذا؟، لأن هذا الشهيد لم يكن يتطهر من البول جيدا، وماذا عن الشهادة؟، وماذا عن الجنة التى تستقبله عند استشهاده؟، وماذا عن الحياة التى يحياها عند ربه؟، وهل يعاقب فقط بسبب البول أم لذنوب أخرى؟.
روت السيدة عائشة رضى الله عنها، ونقل عنها عمر، وأمية بن عبدالله، وسعيد التبري: أن الصحابي الجليل سعد بن معاذ، الذى استشهد فى غزوة الخندق (توفي5هـ)، قد ضم عليه القبر لتقصيره في البول».
وروى أيضا لعائشة عن النبي صلي الله عليه وسلم إنه قال: «إن للقبر ضغطة لو كان احد ناجياً منها، لنجا منها سعد بن معاذ»، ما هو سبب ضمة القبر هذه التى لحقت بالصحابي الجليل؟، قيل منسوبا إلى الرسول الكريم: إنه (الصحابي الجليل سعد بن معاذ) كان يقصر في بعض الطهور من البول».
عندما استشهد روي أن جبريل عليه السلام نزل إلى النبي صلى الله عليه وسلم معتجراً بعمامة من استبرق، فقال: يا نبي الله، من هذا الذي فتحت له أبواب السماء، واهتز له العرش؟، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم سريعاً يجر ثوبه، فوجد سعداً قد قبض.
وذكر جابر بن عبد الله، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ».
وفى رواية عن ابن عمر قال: قال رسول الله: لهذا العبد الصالح الذى تحرك له العرش وفتحت له أبواب السماء وشهده سبعون ألفا من الملائكة لم ينزلوا الأرض قبل ذلك، ولقد ضم ضمة ثم أفرج عنه.
وذكر سعيد المقبرى قال: لما دفن رسول الله عليه الصلاة والسلام سعدا قال: لو نجا أحد من ضغطة القبر لنجا سعد، ولقد ضم ضمة اختلقت منها أضلاعه من أثر البول»، وحكى جعفر بن برقان قال: بلغنى أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال وهو قائم عند قبر سعد: لقد ضغط ضغطة أو همز همزة لو كان أحد ناجيا منها بعمل لنجا منها سعد»، وقال سليمان التيمي، عن الحسن: اهتز عرش الرحمن فرحاً بروحه، كيف اهتز عرش الرحمن لموته وفى نفس الوقت يعاقب فى القبر؟.