الأخبار
نوال مصطفى
حبر علي ورق - فرحة الفوز أطفأها القلق
قررت أنا وعائلتي شد الرحال إلي ستاد الجيش المصري ببرج العرب لمشاهدة مباراة مصر وأوغندا في تصفيات كأس العالم. ارتدينا الأحذية الرياضية، ومهدنا أنفسنا علي تحمل مشقة المشي الطويل علي الأقدام حتي الوصول للاستاد من موقف السيارات - الذي اخترعه الناس - فلا موقف رسمياً يستوعب كل هذا الكم من السيارات النازحة إما من الساحل الشمالي حيث لايزال جزء من المصريين يستكملون إجازاتهم بعد العيد، أو القادمين رأساً من القاهرة من أجل تشجيع منتخب مصر.
كان المشهد في الاستاد مهيبا، وروح المشجعين كلها حماس، وأمل، ومساندة لفريقهم المصري. ستون ألفاً يرددون نشيدنا الوطني بحب وتأثر. لا مكان لقدم في الاستاد.
وبدأت المباراة في الثامنة مساء الثلاثاء الماضي وكان الجو رائعاً رغم الزحام، والروح المعنوية تكاد تلامس سماء الساحل الصافية. دقائق معدودة وسدد فرعون مصر محمد صلاح الهدف الأول، الذي فتح باب الأمل في قلوب الآلاف من المشجعين، والملايين الذين يتابعون المباراة عبر شاشات التليفزيون.
وبدأت الهتافات تعلو في المدرجات "و لسه" "و لسه". بما يعني توقعات كبيرة بهدف ثانٍ، وثالث. لكن ما حدث للأسف جاء عكس ما تمناه الجمهور وأنا منهم. افتقد الفريق المصري البوصلة والخطة. وصار اللعب "كيفما اتفق"، حتي اللاعبون ماعدا عصام الحضري افتقدوا الحماس والروح القتالية التي تتسم بها تلك المباريات الحاسمة الفاصلة في تاريخ المنتخبات.
وتحول الهتاف من "أوووووه مصراوي" الذي تردد في الجزء الأول من المباراة، إلي هتاف "يا رب" الذي انطلق كالهدير في الدقائق الأخيرة من المباراة معبرًا عن حالة القلق القصوي التي عاشها المصريون وأيديهم علي قلوبهم خوفا من هدف أوغندي مفاجئ يحقق التعادل، ويخرجنا "لا قدر الله" من كأس العالم.
السؤال الذي سيطر عليّ، وعلي معظم المصريين: إلي متي ندير أمورنا وهنا أتحدث عن الرياضة كمثال بمثل تلك العشوائية الغريبة؟! ولماذا لم نشعر بحلاوة الفوز علي منتخب أوغندا رغم خروجنا منتصرين، واقترابنا بمشيئة الله من دخول كأس العالم.
رأيي أن الفرحة لم تكتمل لأننا شعرنا جميعا بأن الفريق المصري ليس بينه كيمياء ولا تناغم وتفاهم بين أعضائه، وبالتالي فالخطوات القادمة ستكون أشد صعوبة سواء علي اللاعبين أو المصريين. كذلك شعورنا أننا نملك لاعبين محترفين يحققون انجازات رياضية مهمة مع فرقهم الأجنبية، بينما يعجزون عن تحقيق ربعها في منتخبهم الوطني !.
هل هو غياب الرؤية والمنظومة الرياضية كما كتب الدكتور حسام بدراوي معلقا علي المباراة؟ هل السبب هو ضعف المدرب "كوبر" وعدم قدرته علي استغلال اللاعبين الممتازين لديه كما كتب دكتور خالد منتصر؟ هل هو افتقار المدرب الأجنبي إلي الخيال والإبداع كما قال الدكتور مدحت العدل؟.
أجمل جملة ساخرة قرأتها بعد المباراة علي الفيسبوك كانت للسيناريست عبد الرحيم كمال حيث قال" إحنا نشرب كأس العالم أحسن ما نروحها" وقال الموسيقي أحمد عيسي "لابد أن نستعين بحسام حسن لتدريب الفريق.. مصري كفء وعنده حماس ووطنية". أما المنتج الدكتور محمد العدل فقال : "يعني إحنا كسبانين محروق دمنا.. خسرانين محروق دمنا".

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف