عندما فكر مهاتير محمد رئيس ماليزيا أن تكون لبلاده نهضة حقيقية أدرك أنه لا يمكن تحقيق ذلك إلا عن طريق إحداث نهضة حقيقية فى التعليم، وأدرك أن هذا لن يتحقق بالتمنيات فحسب بل بالعمل الجاد والاهتمام بالنشء والأطفال منذ السنة الأولى بالمرحلة الابتدائية، وبالفعل أعد العدة ووضع الخطة وبعد سنوات قليلة كانت النتيجة واضحة وضوح الشمس وأثبتت التجربة أن الرجل أدرك أن التعليم هو الأساس فى تغيير فكر الأمة،وسرعان ما تقدمت ماليزيا ونهضت فى كل المجالات بعد أن نجحت تجربتها فى التعليم.

وبالقياس إذا أردنا التطوير وحدوث نهضة حقيقية فلنبدأ بالاهتمام بمنظومة التعليم فى مصر، والبداية الحقيقية ستكون من خلال الاهتمام بالمدرس أولا، وعمل دراسات وأبحاث للوقوف على ما ينقص العملية التعليمية فى مصر خاصة أننا مقبلون على بداية عام دراسى جديد كما يكون الاهتمام بالتلاميذ فى المرحلة الأولى لدخول المدرسة هو أهم مرحلة فى حياة الطالب وأن نعمل كل ما فى وسعنا حتى لا تكون السنة النهائية فى المرحلة الثانوية هى البعبع الذى يخشاه جميع الطلاب وكل الأسر المصرية، المسألة بسيطة وليست صعبة كما يحاول أن يصورها البعض والمشكلة الحقيقية هى أن نأخذ القرارحتى نبدأ خطوة الألف ميل وإذا نجحنا فى خوض هذه الخطوة سنكون قد تخطينا أصعب المراحل فى طريق التقدم لمستقبل أفضل لمصر اذا أردنا أن نكون داخل منظومة التطوير.