الجمهورية
جلاء جاب اللة
11 سبتمبر.. عام 2017
16 عاماً مرت.. عندما استيقظ العالم علي حادث تحطم برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك يوم الثلاثاء 11 سبتمبر ..2011 وفي يوم الاثنين المقبل تحل الذكري حيث يوافق يوم 11 سبتمبر 2017 فماذا حدث بين هذين التاريخين وهل تكشفت أحداث جديدة خلال هذه الأعوام.. وماذا عن الأعوام والأيام المقبلة.. وأين مصر من هذا كله؟
حتي نستطيع الاجابة علي هذه التساؤلات المهمة لابد أن نعود إلي ما قبل عام 2011 حيث كانت أمريكا قد نجحت في حربها ضد العدو السوفيتي وأصبح ضرورياً البحث عن عدو جديد وهو العدو الإسلامي وبدأت بالفعل خطة صناعة العدو المسلم في الغرب وبعد أن كانت أمريكا تدعم المجاهدين المسلمين في أفغانستان الذين يحاربون لتحرير أفغانستان من الاحتلال السوفيتي.. بدأ الإعلام الغربي يسميهم الإرهاب الإسلامي بعد هزيمة السوفيت.. وبعد أن كانت تدعمهم أعلنت عليهم الحرب.. والإسلام بريء منهم قبل وبعد ولا علاقة لهم بالإسلام لأنهم صناعة صهيونية.. وتقول تقارير سرية علي مواقع التواصل إن علاقة أسامة بن لادن زعيم القاعدة بالمخابرات الأمريكية كانت هي الأقوي حتي قررت أمريكا أن تصنع منه العدو.. وبالفعل كانت أحداث 11 سبتمبر سواء كانت صناعة أمريكية 100% أم بالتعاون مع القاعدة.. أم أن هناك أسراراً جديدة سيتم الإعلان عنها مستقبلاً إلا أن المحصلة تؤكد أن ما حدث كان مخططاً من الصهيونية العالمية.. وهناك دلائل كثيرة تشير إليها تقارير أمريكية تؤكد أن الصهاينة نجحوا في انتاج أضخم حدث إرهابي في أمريكا بأيدي عدد من المرتبطين بتنظيم القاعدة.. ومن وقتها كانت الحرب الأمريكية الغربية العلنية ضد الإسلام والمسلمين تحت مسميات عديدة كلها تخدم المصالح الصهيونية أولاً وقبل كل شيء!!
الصهيونية العالمية تسعي لدولة إسرائيل الكبري من النيل إلي الفرات وكل ما يحدث في هذا المجال والحرب ضد الإسلام والمسلمين يتجه ناحية هذا الهدف بل إنه طبقاً للخطة الصهيونية فإن المخطط أن يكون سبتمبر عام 2017 هو موعد افتتاح هيكل سليمان علي أنقاض المسجد الأقصي وهذا ما يسعون إليه.. كخطوة أولي نحو هذا الهدف!!
ما حدث في 11 سبتمبر 2001 في نيويورك إن كان مؤامرة فهو مؤامرة علي الإسلام والمسلمين لأنهم الخاسر الأول والأكبر بعد هذه الأحداث.. وإن كان مجرد حادث إرهابي لتنظيم القاعدة فإن الإرهاب أضر بالمسلمين أكثر غيرهم.. لكن الأهم أن هذا الحادث منح أمريكا والصهيونية بشكل عام مبرراً لضرب المسلمين والاساءة لدين الإسلام.
الغريب أن بعض المسلمين ــ كالعادة ــ حاول أن يعطي للحادث بعداً إسلامياً أكبر مما يستحق فتذكروا ــ وهذا خطأ فقهي ــ أن الآية "109" في سورة التوبة بشرت بما حدث حيث كانت كلمات السورة من بدايتها وحتي الآية 109 عددها "2001" وهو العام الذي شهد الحادث.. وأعداد طوابق المركز المنهار "109 طابق".. وتقول الآية "أفمن أسس بنيانه علي تقوي من الله ورضوان خير أم من أسس بنيانه علي شفا جرف فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين" والحقيقة أن تفسير هذه الآية وربطه بما حدث في 11 سبتمبر بنيويورك أدي إلي القبض علي بعض المسلمين من ماليزيا وبنجلاديش في أمريكا وقتها في حين أنه لا يوجد أدني علاقة بين هذه الآية وما حدث في نيويورك حتي لو كانت الصدفة الرقمية صحيحة لأن تفسير القرآن يعتمد علي القرآن أولا فهو يفسر بعضه بعضاً وعلي ما ذكره الحبيب المصطفي ــ صلي الله عليه وسلم ــ وعلي تأويل الصحابة رضوان الله عليهم ولم يشر أحد إلي هذا المعني نهائياً.
المهم أن محاولات أسلمة كل شيء بأي شكل أضرت بالمسلمين في هذه القضية برغم أن هذا التفسير لم يعتمد علي مقاصد الشريعة أو حتي معاني اللغة العربية.
البعض في تفسيره لهذه الآية قال إن اسم الشارع في نيويورك الذي يقع فيه برجا التجارة العالمية ترجمته بالعربية "جرف هار" وأن الآية رقم 109 وتقع السورة في الجزء رقم "11" وهو اليوم ورقم السورة هو رقم "9" وهو الشهر الميلادي وعدد الكلمات 2001 وهو رقم السمة.. وكلها حتي وإن صدقت ليست دليلاً علي التفسير لكنها قد تكون دليلاً علي اعجاز القرآن إن كانت صادقة!!
المهم نعود إلي تساؤلاتنا الرئيسية حيث كان المسلمون هم المضارين أولاً في هذا الحادث.. وبدأت الحرب الحقيقية العلنية ضد الإسلام.. بداية من اشاعة حالة الاسلامنويا.. ثم الحرب علي الإرهاب الإسلامي.. والذي حصل إلي العراق ثم الأخطر ما حدث عام 2011 أي بعد 10 سنوات فقط من هذا الحادث وما نراه الآن علي أرض الواقع باسم الإرهاب المرتبط بالإسلام وهو منه بريء لكنه صناعة صهيونية!!
لم يهتم الإعلام الغربي بكل ما ذكره زعماء العالم الإسلامي وعلماء المسلمين من رفض للإرهاب بما فيه الهجوم علي برجي التجارة العالمي.. ولم يهتموا بما صدر عن رجال الفتوي المسلمين من تنديد بما حدث لكنهم اهتموا فقط بكون ما حدث منسوباً للقاعدة وأن المنفذين والمخططين منتسبون للإسلام.. فشنوا حرباً إعلامية وفكرية واقتصادية وعسكرية وسياسية ضد المسلمين!!
المسلمون يرفضون الغلو والإرهاب والعنف وهم ضد كل ما يسيء للحياة والدين الإسلامي دين سلام وحب وتعاون.. لكن النظرة الآن للمسلمين مختلفة وتحديداً بعد هذا الحادث فمن المستفيد؟
هناك نظريات عديدة تقول إن ما حدث عام "2001" كان مدبراً من الصهيونية العالمية وقد يكون ذلك صحيحاً وحتي إن كان غير صحيح فالصحيح أن الصهيونية هي المستفيد الأول والمسلمون هم الخاسر الأول في هذه الأحداث.
والآن وبعد 16 عاماً.. يتأكد أن ما حدث عام 2001 وما بعده كان لصالح الصهاينة وحدهم انظر إلي أمريكا الآن.. وكيف يستعد ترامب الرئيس الأمريكي للتعامل بشكل جديد مع أفغانستان وأنظر إلي البحث عن عدو جديد في شرق آسيا.
ليس مهما أن يكون في كوريا الشمالية أو حتي في الصين المهم أن يكون هناك عدو جديد مستعد للحرب مع أمريكا ومن خلفها الصهيونية العالمية حتي تظل إسرائيل في مأمن وتظل إسرائيل تبني قوتها والمسلمون في ضعف وانهيارات.. هذا هو الهدف!!
قد تكون نظرية المؤامرة بريئة مما حدث في نيويورك منذ 16 عاماً.. لكنها لم ولن تكون بريئة أبداً من استغلال هذا الحدث ضد المسلمين ولصالح الصهيونية العالمية وتحديداً إسرائيل.
من يرجع إلي ملفات هذا الحادث يعرف ماذا يمكن أن يحدث الآن.. في حوار تليفزيوني مع أسامة بن لادن نفي فيه علاقته بالحادث وقال بالحرف: "علي أمريكا أن تبحث عن منفذي هذه الهجمات بدءاً بنفسها.. الذين هم جزء من نظام الولايات المتحدة لكن يعارضونه الذين يريدون أن يكون القرن الحالي كقرن من النزاع بين الإسلام والمسيحية لكي يبقوا علي قيد الحياة.. هم يمكن أن يكونوا أي شخص من روسيا إلي إسرائيل ومن الهند إلي صربيا بل وفي الولايات المتحدة نفسها ثم هناك وكالة الاستخبارات الأمريكية التي احتاجت عدواً جديداً بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وأصبحت في خطر لذلك احتاجت عدواً جديداً".
وأضاف أسامة بن لادن في المقابلة: "نحن لسنا معادين للولايات المتحدة نحن ضد نظام أمريكا التي تريد أن تجعل الأمم الأخري عبيداً لها وتحت سيطرة اليهود الأمريكان بل الواضح أن الشعب الأمريكي نفسه عبيد لليهود ويجبر علي العيش طبقاً لما حدده اليهود لذلك فالعقاب يجب أن يصل لإسرائيل.. في الحقيقة إسرائيل التي تسفك دماء المسلمين الأبرياء والولايات المتحدة لا تلفظ كلمة واحدة".
هذه كلمات بن لادن فلماذا لا نصدقه أو علي الأقل نفكر فيها أليست الصهيونية هي المستفيد الأول؟
أعتقد أن سبتمبر 2017 سيكون بداية لمرحلة جديدة في ضرب الاقتصاد الإسلامي بداية من الخليج العربي وخاصة السعودية.. فالحرب الاقتصادية والإعلامية أصبحت هي الهدف الآن بعد انهيار العراق وسوريا وليبيا ثم اليمن فالحروب الطائفية لن تجدي مثل التأثير الاقتصادي والفكري وحرب الدين أما شرق آسيا فلها حديث آخر.
همس الروح
الحب هو الحقيقة الوحيدة في العالم.. ولكن من يفهم؟
صعب أن تحب.. مستحيل أن تفهم.
لا حياة بدون حب.. الجهلاء يمتنعون.
نعيش الحياة بلا حب.. نحن لم نعش أصلاً.
ليتنا نفهم حقيقة الحياة.. طبعاً إذا فهمنا معني الحب.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف