لصالح البشرية.. أري ضرورة أن تدخل كوريا الشمالية النادي النووي رسمياً ويتم الإعلان عنها دولة نووية.
واضح جداً.. أن كوريا لن تتراجع عن برنامجها النووي وإن فني العالم لقناعتها بأن هذا حقها دفاعاً عن النفس وليس من حق الدول النووية الكبري أن تعطي نفسها حق امتلاك السلاح النووي وتحرم الآخرين منه.
التصعيد الحادث الآن في شبه الجزيرة الكورية وقيام بيونج يانج بست تجارب نووية آخرها واخطرها قنبلة هيدروجينية محملة علي صاروخ باليستي عابر للقارات يفزع الدنيا بأسرها.. أمريكا ظلت تهدد وتتوعد وتفرض عقوبات بعد كل تجربة. وكوريا الشمالية لا تأبه بتهديداتها ووعيدها وعقوباتها وترد علي كل هذا بمزيد من الاجراءات الاستفزازية.
الآن.. كوريا الشمالية نشرت صواريخ علي سواحلها بحجة الدفاع عن النفس وقد شاهد متابعون عن قرب تحريكها لصاروخ عابر للقارات باتجاه سواحلها الغربية.. وبمنتهي التحدي الفاجر أعلن هان تاي سونج مندوب كوريا الشمالية الدائم في الأمم المتحدة في كلمة له أمام مؤتمر عن نزع السلاح برعاية المنظمة الدولية أن الاجراءات التي تتخذها بلاده هي "هدية لأمريكا".. في حين أن واشنطن التزمت الصمت الرهيب والمريب..!!
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حذر مما أسماه "الهستيريا العسكرية" في التعامل مع كوريا الشمالية لأن ذلك ينذر بكارثة عالمية فادحة.. في حين أكدت انجيلا ميركل المستشارة الألمانية أن الحل الوحيد لهذه الأزمة هو الحل الدبلوماسي والسلمي وليس العسكري.
البعض يظن أن أمريكا وبريطانيا وفرنسا علي وجه التحديد تستطيع محو كوريا الشمالية من الوجود إذا وجهت إليها ضربات نووية..!! قد يكون هذا الكلام صحيحاً لفارق القدرات.. لكن السؤال: وما تكلفة هذا الاجراء الجنوني علي العالم؟؟.. وهل ستسكت روسيا والصين نظراً للضرر البيئي الذي سيصيبهما؟؟ وهل ستقف بيونج يانج مكتوفة الأيدي بالطبع لا.. بالطبع لا.. فلا موسكو ولا بكين ستسمحان بذلك.. ولا بيونج يانج ستتلقي الضربات وهي صامتة بل ستضرب هي الأخري وفي امكان كوريا أن تمحو ولاية كاليفورنيا القريبة من الوجود وتدمر مدنا أمريكية وبريطانية وفرنسية.. لا تنسوا أنها تملك الآن صواريخ عابرة للقارات وقنابل هيدروجينية قوتها تفوق مئات المرات قنبلتي هيروشيما ونجازاكي اللتين اسقطتهما واشنطن في اغسطس 1945 وانهت بهما الحرب العالمية الثانية.. لذا.. فإنني أؤيد وبشدة ما قالته ميركل حول الحل الدبلوماسي والسلمي للأزمة الكورية.
قناعتي الشخصية أن التهديدات العسكرية الأمريكية جوفاء ولن تتحقق علي الأرض.. يعني "فنكوش كبير".. فالرئيس الأمريكي ترامب لا يعنيه سوي المال وفقط.. وأن تهديده وضغطه وتصعيده بث الرعب في نفوس حلفائه المحيطين بكوريا الشمالية فبادروا بطلب السلاح من واشنطن.. وقد أكد ترامب منذ يومين أن هناك "أسلحة استراتيجية" سوف تشتريها اليابان وكوريا الجنوبية وهذا معناه مليارات الدولارات سوف تضخ في الخزانة الأمريكية وضمان تشغيل مصانع انتاج السلاح.. وهو نفس الأسلوب الذي اتبعه مع حكام قطر الأغبياء بعد أزمتها مع الدول الأربع المكافحة للإرهاب حيث أسرعت الدوحة بالتعاقد علي شراء مقاتلات وذخيرة بمليارات الدولارات ولا أدري كيف ستسخدمها ومن سيعمل عليها.. ومع ذلك.. دعونا نضع النقاط فوق الحروف في هذا الموضوع "الفنكوشي":
* أولاً.. أدرك وأتفهم جيداً مخاوف العالم كله عامة والدول الغربية خاصة من امتلاك كوريا الشمالية وإيران للسلاح النووي وفي مقدمة هذه المخاوف استخدام هذا السلاح المدمر بشكل متهور أو سقوطه في أيدي الجماعات الإرهابية.
* ثانياً.. حان الوقت فعلاً لنزع السلاح النووي من كل دول العالم سواء أعضاء النادي النووي الرسميين "أمريكا وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا والهند وباكستان".. أو الذين يملكون سلاحاً نوويا وغير أعضاء بالنادي النووي وفي مقدمتهم "كوريا الشمالية وإسرائيل" أو الذين يسعون لامتلاكه واقصد هنا تحديداً "إيران" ومن علي شاكلتها.
* ثالثاً.. ولأن العالم يقوم علي ازدواجية المعايير ومن المستحيل أن ترضي الدول النووية بنزع سلاحها النووي.. فلا حل مؤقتاً إلا احتواء كوريا الشمالية بوقف التصعيد ضدها أو تهديدها بعمل عسكري والتوصل معها من خلال القنوات الدبلوماسية والأممية إلي سقف نووي محدد يكون بمثابة خط أحمر لا تتعداه.. هذا الحل له فائدتان: الأولي.. اخراج كوريا الشمالية من نطاق الذئاب المنفردة ودمجها في النظام العالمي. والثانية.. بث الطمأنينة في نفوس قادتها وشعبها وبالتالي السيطرة عليهم.
وفي كل الأحوال.. انتظروا قريباً اعلان كوريا الشمالية الدولة النووية الثامنة في النادي النووي.