• أعترف اليكم أننى شعرت بتشاؤم ينتابنى ، بينما كنت أقرأ تصريحات بعض المسئولين وبعض اللاعبين بالأهلى ، وهم يؤكدون على الفوز بالدورى بينما كان الفارق يزداد لصالح الزمالك ، وصحيح أن أصحاب هذه التصريحات قد يكونون يقصدون أن الأهلى لن يستسلم أبدا ، وهذا أمر محمود بالطبع .. اذن لماذا تشاؤمى ؟ ..
• أقول لكم أننا تعودنا فى الأهلى بالفعل على عدم الاستسلام ، وكان اصرارنا على ذلك مصحوبا على الدوام بتقديم المشيئة الالهية ، ولكن فى الفترة الأخيرة اختفى ذلك ، ومن هنا كان تشاؤمى ، ومن هنا خسر الأهلى أو تعادل فى مباريات كان الأفضل فيها وكان يستحق الفوز ، وآخرها كانت مباراة حرس الحدود يوم الأحد الماضى ، بالرغم من أن الحرس يصارع لينقذ نفسه من الهبوط .. وبالطبع يجب أن يعلم الجميع أن تقديم المشيئة الألهية يزيد من الاصرار على التحدى وتنفيذ المطلوب والهدف المرجو .. وبصراحة شديدة فاننى فى مباراة حرس الحدود- وغيرها من المباريات- لم أشعر بالاصرار والعزيمة اللذين نعرفهما عن لاعبى الأهلى ، واختفت روح الفانلة الحمراء التى نعتز بها على الدوام ، وهذا الأمر لابد أن تدرسه لجنة الكرة وأن تجعله فى مقدمة اهتماماتها ، وبحث سر غيابها ، وهو ما اتضح فى مباراة حرس الحدود التى سيطر عليها الأهلى سيطرة كاملة وضاعت منه العديد من الفرص السهلة ، وظهر غياب التوفيق بشكل جلى ، ولكننى فى نفس الوقت افتقدت رؤية الرغبة الصادقة لدى اللاعبين ، فى تحقيق التعادل ثم الفوز ، وكأنهم من خلال سيطرتهم على مجريات الأمور دون توافر روح الاصرار على التعويض والفوز بعد اصابة مرماهم بالهدف الذى تم تسجيله فى زحمة وارتباك للدفاع ، كانوا يريدون أن يقولوا لجماهيرهم ’’ عملنا اللى علينا ‘‘ .. لا يا سادة أنتم لم تقدموا ما كان يجب عليكم أن تقدموه ، وهو ما يحزننا أكثر من الهزيمة ، والتى كثيرا ما تقبلتها جماهير الأهلى الوفية العاشقة لناديها ، عندما ترى اللاعبين يؤدون ما عليهم .. وهناك مباريات لم يقدم فيها الأهلى المستوى المطلوب ، ولكنه يفوز بالعزيمة والاصرار والتمسك بروح الفانلة الحمراء .. .. وأقولها صريحة أن تحلى لاعبى الأهلى بروح التحدى والعزيمة والاصرار ، أهم عندى من مهاراته .. وعلى من يتفقد هذه الروح أن يبتعد أو يبعد بضم الياء .
• وصحيح أنه كانت هناك أخطاء لحكم مباراة الأهلى وحرس الحدود ، كانت فى أغلبها ضارة بالأهلى ، الا أنها بالقطع لم تؤثر فى نتيجة المباراة .. واللعبة التى تم فيها طرد كابتن الفريق حسام غالى كانت بالفعل خطأ واضحا عليه ، ولم يكن هناك أى داع لاعتراضه على الحكم بهذا الشكل الذى أدى لانذاره ، ثم كان تصرفه الأهوج والمرفوض وانفعاله الشديد على الحكم ، والذى أدى للانذار الثانى وطرده من الملعب فى وقت كان فيه فريقه يحتاج اليه بشدة والى قيادته الهادئة لزملائه .. ولكنه للاسف نسى كل ذلك ، ونسى واجبه ودوره كقائد للفريق ، وانساق وراء تهوره وغضبه ، وذلك لا يجوز اطلاقا من كابتن الأهلى .. وبصراحة تامة فان أخطاء حسام غالى زادت عن الحد وأضرت بالفريق .. ولا أريد أن أدلى برأيى فى كيفية التصرف ازاء تصرفات غالى ، انما أترك ذلك للجهاز الفنى ولجنة الكرة ومجلس الادارة .. وأنه وجماهير الأهلى ننتظر .
• مع ان الهدف الدائم للنادى الأهلى هو الفوز ببطولة الدورى وجميع البطولات التى يشارك فيها .. الا أن ذلك لا يعنى صدور بعض التصريحات التى تقول أن المركز الثانى ليس فى الحسبان ، وهذا أمر خاطئ لأن هناك بعض المواسم قد تضيع فيها بطولة الدورى لأسباب عديدة سواء كانت نتيجة مؤامرات من الحكام واتحاد الكرة ، أو أى عوامل أخرى وغالبا ما سيكون هذا الموسم كذلك- وهنا لابد أن يكون المركز الثانى هدفا مهما ، لأن هذا المركز يؤهل أيضا لدورى أبطال أفريقيا ، وأعتقد أن المشاركة فى هذه البطولة هدف مهم للأهلى .. واذا كانت مثل هذه التصريحات قد يكون هدفها تحفيز اللاعبين ، الا أنها قد تؤدى لتهاون اللاعبين اذا أيقنوا بخسارتهم للدورى .. وهذا مرفوض تماما .
• وأتمنى أن أرى ترجمة ما قلته فى هذا المقال ، خلال مباراة اليوم ’’ الخميس ‘‘ أمام نادى الاتحاد السكندرى .. وعلى اللاعبين أن ينزلوا أرض الملعب وليس أمامهم الا هدف واحد وهو تحقيق الفوز والاصرار عليه مهما كانت الظروف التى تواجههم .. نريد أن نرى ’’ الفرسان الحمر ‘‘ وهم يقاتلون بعزيمة واصرار .. ومن لا يملك هذه الروح أو تدور فى رأسه اهتمامات أخرى فيجب ابعاده .
• كتبت الأسبوع الماضى تحت عنوان ’’ ماذا نريد من لجنة الكرة ؟ ‘‘، وذكرت واحدة من بين أكثر القضايا التى تهم جميع الأهلاوية ، وهى ظاهرة الاصابات اللعينة التى تضرب صفوف الفريق بضراوة شديدة ، وبشكل لا يمكن أن نعتبره أمرا طبيعيا أو مجرد سوء حظ يحدث فى كل الأندية ، لأن ما يحدث فى الأهلى لا يحدث فى أى ناد آخر .. وأعيد اليوم الكتابة فى هذا الموضوع ولن أتوقف عن الكتابة- حتى أقرأ عن تشكيل لجنة خاصة بهذه المشكلة تضم مختلف التخصصات- تبحث الظاهرة وتصل الى أسبابها وتضع لها الحلول .. وصحيح أن لاعبى الأهلى يتعرضون للعنف المتعمد من الآخرين فى ظل حماية تحكيمية ، الا أن ذلك ليس السبب الوحيد ، كما أن نسبة الاصابات فى التدريبات عالية بدرجة محيرة .. أريحونا .
• من الواضح أن ’’ الغل ‘‘مرض لا علاج له ، فهو يتمكن من الانسان حتى يخرجه من انسانيته ، ومهما اعطاه الله من نعمه فانه يظل مغلولا وحاقدا لأنه يشعر بالدونية وبأن هناك من هم أفضل منه وأكثر منه تمسكا بالأخلاق ولا يعيرون أى اهتمام .. وللأسف فان هذا المرض ينتقل بالوراثة من الكبير فى السن الى ’’ الصغنن ‘‘عن عمد ، لأن هذا الكبير فى السن يكون حريصا على أن ينغل غله الى من هم بعده .. ويا أى مغلول من الأهلى فلتمت بغيظك .