في مقالي السابق قلت انني اشعر بالأسي علي حال أصحاب المعاشات ومشهد وقوفهم أمام ماكينات الصرف الآلي أول أيام العيد لتحصيل معاشاتهم التي تعذر صرفها قبل العيد.
وللأسف فإنني شعرت بأسي أكبر بسبب مشهد إحباط هذه الفئة البائسة حينما ذهبوا للصرف أول يوم العيد فاكتشفوا أن الماكينات خاوية!
وقد فوجئت باتصالات كثيرة من أصحاب المعاشات ومنهم زملاء صحفيون يؤكدون لي بحزن : » احنا رضينا بالهم.. واستسلمنا للأمر الواقع.. وذهبنا للصرف أول أيام العيد كما أكدت التصريحات.. فوجدنا الماكينات خاوية!!».. بل وظل الحال كما هو حتي خامس أيام العيد!!
والقصة هنا لم تعد مجرد تأخر الصرف وضياع بهجة العيد علي تسعة ملايين أسرة..لكن الأخطر هو حالة عدم المصداقية التي شعر بها المواطن تجاه التصريحات الرسمية.. رغم أننا الآن في أمس الحاجة لعودة الثقة بين المواطن والمسئولين بعد عقود طويلة من ضياعها.
الحقيقة التي كان يجب إعلانها أن الوزارة لم تحوّل سوي جزء صغير فقط من قيمة المعاشات قبل العيد.. وبالطبع نفدت الفلوس من الماكينات بسرعة..ولم يتجاوز عدد الذين صرفوا أول وثاني أيام العيد ٥٠٠ ألف مواطن أو أكثر قليلا من إجمالي تسعة ملايين !!.. بينما تم ترحيل الأغلبية ليوم ٥ سبتمبر.
كان الأفضل في رأيي هو الاعتذار عن الصرف للجميع حتي يوم ٥ بدلا من الصرف لنسبة قليلة وترك الأغلبية »كعب داير» علي ماكينات الصرف. الصراحة أسلم.. والواقع لا يمكن إخفاؤه ولا تجميله.