الأهرام
ريهام مازن
من قلبي: كلام جريء جدا!!
في طريقي العودة للبيت من مؤسستي الموقّرة الأهرام، أفتح دائماً الراديو ليكون رفيقي في الطريق الطويل، فذلك يسمح لي بمتابعة أكثر من محطة إذاعية ما بين الديني والمنوعات والتفاعليات، ويمكنني من متابعة أكبر لما يجري من أمور على الساحة وهناك بعض المحطات التي أفضل الاستماع إليها.
وبينما كنت أقلب محطات المذياع، جذبني برنامج من البرامج التفاعلية مع الجمهور، واستمعت لمناقشات ساخنة حول مشكلة العنوسة في مصر، والبرنامج كان يطرح سؤال افتراضي تخيلي عن ماذا سيحدث لو طرحت (الحكومة) قانوناً لفرض الزواج من امرأة ثانية لحل مشكلة العنوسة... وبالرغم من أنه تخيلي، إلا أنني تعجبت من طرح الفكرة!
لكنني أعجبت بمشاركة الجمهور وتفاعله، إذ وجدت أن معظم الرجال المشاركون، على درجة كبيرة من الوعي ويرفضون فكرة الزواج الثاني، وحينما سألهم المذيع وقال: "أليس لنا الحق في مثنى وثلاث ورباع؟ ألم يتزوج الرسول من أكثر من واحدة؟"... أعجبت بمنطق الرجال جدا في المناقشة، فمنهم من قال: "نعم الرسول قد تزوج أكثر من واحدة، ولكن ليس إرضاء لشهواته وإنما خوفاً عليهن من المشاكل التي كانت تحيك بهم آنذاك"... وبالفعل قد تزوجهن... لكن الدليل أنه (صلى الله عليه وسلم) لم يعبأ بفكرة الزواج من أخرى، أنه ظل متزوجاً بالسيدة خديجة وحدها لأكثر من 25 عاما دون أن يخطر في باله هذا الأمر.
وتوالت ردود أفعال الجمهور وأنا أستمع لتكرار السؤال، وقال رجل آخر وعلى شاكلته كثر: "ولماذا أكسر قلب زوجتي، فهذه أشياء إذا انكسرت، صعب أن تتصلح" وأعجبني مستمع آخر حينما قال: حتى إذا فكر الزوج في الأمر، فعليه استئذان زوجته، وإذا لم توافق، لابد أن يعدل عن الفكرة.
وأخرا كان أكثرهم احتراماً ورُقيّاً، حين قال حتى لو كانت الزوجة بها علة ما مثل عدم الإنجاب، فعلى الزوج أيضا سؤالها قبل اتخاذ أي خطوة، وإن لم ترغب فعليه أن يعلم أنه ارتضى العيش معها على الحلوة والمرة... بجد أعجبتني جداً أراء هذه الرجال، وإن دل على شيء، فهو يدل على أن الوعي أصبح منتشرا في المجتمع وأن النظرة للمرأة اختلفت بعض الشيء وأصبح الرجال يشعرون بكيان المرأة، على عكس ما يدعو إليه بعض المشايخ، ممن ينكرون لوجود المرأة أو لحقوقها، علماً بأن الإسلام كرم المرأة وعزّزها... شكراً لهؤلاء الرجال المحترمون... و"شابو" أرفع لهم القبعة.
المدهش في الأمر، أن معظم النساء اللاتي شاركن في البرنامج عن طريق رسائل نصية، كن أكثر جرأة، وكانت أرائهن تدور حول "نعم" ولم يمانعن، فكان تعليق المذيعة عليهن: "لابد أنهن ينتمين لفئة العوانس، لأنه لا يمكن لامرأة طبيعية أن تقبل هذا إلا إذا كانت لا تحب زوجها، أو "عايزة" تخلص منه".
من قلبي: بالرغم من استمتاعي بالبرنامج وبمشاركات الجمهور التفاعلية، إلا أنني كنت أتمنى أن يتناول المذيع والمذيعة أفكاراً لقضايا تخدم مجتمعنا وتصلح لبنائه وتكون واقعية وليست فراضية.
من كل قلبي: أهلاً بتفاعل الجمهور دائماً مع كل ما نقول ونكتب، فالقارئ والمستمع والمشاهد هو الترمومتر الحقيقي لما نقوم بعمله !!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف