الجمهورية
عبد الرحمن فهمى
هذه هي مصر..
توقف التنفس ودق القلب وزاغت العيون وارتجفت الأطراف لمدة تسعين دقيقة.. عاش الشعب كله من أسوان إلي مطروح علي أعصابه!!!... لماذا؟؟ مباراة مع أوغندا التي لم تعرف حاجة اسمها كرة قدم إلا عام 1962 ونحن الذين اشتركنا في إنشاء الاتحاد الدولي وأنشأنا الاتحاد الافريقي بفكرنا ومالنا ورجالنا وعلي أرضنا!!!... ياه!!! ما الذي حدث لنا؟؟.. لقد كنا ملوك الرياضة في العالم في كرة القدم وغير كرة القدم.. المونديال الذي أصبح حلم مصر كلها.. عندما تم إنشاؤه في يوليو 1930 وأقيمت أول بطولة في أورجواي في أمريكا الجنوبية لأنها كانت بطلة آخر أولمبياد تحت دعوة مصر للاشتراك بلا تصفيات لقلة عدد الدول بعد اعتذار الكثير لبعد المسافة والسفر بالبواخر وضخامة التقنيات.. فاعتذرنا لنفس السبب.. وكانت اوروجواي قد استأجرت بآخرتين وأرسلتهما إلي مارسيليا بفرنسا لنقل بعض الدول الأوروبية وعرضوا علينا السفر إلي مارسيليا والمجيء والعودة علي الباخرتين.. ولكن اعتذرنا مرة أخري!!!!
هذه هي مصر من قديم الأزل..
في ثاني مونديال في ايطاليا كانت مجموعات التصفيات في أوروبا وأمريكا فقط.. وكانت مجموعتنا نحن وفلسطين "عضو الفيفا"!!! فقط!!! ولعبنا مباراتين.. المباراة الأولي في القاهرة "16 مارس 1934" وفزنا "7/1" وكان الشوط الأول "4/1" وفزنا في القدس "4/1" وكانت نتيجة الشوط الأول "4/صفر".
ولعبنا مع المجر في أول مباراة وكانت نتيجة الشوط الأول التعادل "2/2" وتم كسر ظهير مصر لتفوز المجر "4/2" أحرز الهدفين عبدالرحمن فوزي لاعب المصري البورسعيدي ثم انتقل إلي الزمالك لاعبا ثم مدربا حتي وفاته..
مصر لها تاريخ.. حرام عليكم..
***
في التقييم الدولي للاعبي العالم.. كانوا يعتبرون عبدالرحمن فوزي خير لاعب في افريقيا ـ لا في مصر فقط ـ لأنه أحرز هدفين في المونديال.. وأمام من !!! أمام المجر بطلة العالم..
ثم جاء الأخ "الشقي" مجدي عبدالغني ليحرز هدفا في هولندا في مونديال ايطاليا 1990 ومن قبله أهداف في الأولمبياد.. فجمع نقاطا أكثر من عبدالرحمن فوزي وحل محله!!!
من أجل هذا كتبت منذ أيام انصح لاعبينا بالاستقتال من أجل الفوز للوصول للمونديال.. لأن مجرد الاشتراك يمنح اللاعب نقاطا تفيده في تقييمه!!! لاعبا ومدربا...
***
ولتعرفوا أكثر مقدار بلدكم مصر.. خذ هذه الحكاية في نفس بطولة .1934
في تصفيات 1934 كانت أمريكا في إحدي المجموعات فاعتذرت.. بكبرياء.. لأنها صاحبة فضل علي الفيفا.. ففي البطولة 1930 التي كادت تفشل لقلة عدد الدول لصعوبة السفر بالبواخر تولت أمريكا مأمورية نقل الكثير من فرق أوروبا.. وفازت المكسيك بالمجموعة وسافرت إلي إيطاليا.. ثم كانت المفاجأة أن سافر فريق أمريكا أيضاً وطلب الاشتراك.. مستحيل طبعاً.. المباريات تم تحديدها وإعلان مواعيدها وملاعبها.. اتصل رئيس أمريكا بالدوتشي موسوليني الديكتاتور وطلب منه حل المشكلة.. ولكن المشكلة ليس لها أي حل.. الديكتاتور أصر علي أن تلعب أمريكا وإلا سيلقي بفريق المكسيك في البحر.. مجنون ويعملها!!! اجتمعت الفيفا فورا وقررت إقامة مباراة بين أمريكا والمكسيك والفائز "يشترك".. هذا هو الحل الوحيد.. ظهرت مشكلة الحكم.. مطلوب حكم من غير أوروبا وأمريكا.. كان يرافق فريقنا حكم ظن الجميع انه من الأسرة المالكة.. وسيم الوجه جدا.. أنيق شيك للغاية.. يجيد اللغات.. عليه هيبة وكبرياء.. يتكلم قليلاً بحساب.. طلبوه من نابولي حيث كان فريقنا هناك وأدار المباراة بكفاءة شهد بها العالم.. الحكم المصري اسمه يوسف محمد أول حكم غير أوروبي يحكم في المونديال.. هذه هي مصر..
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف