الجمهورية
يحيي علي
الأصابع الأمريكية في الأزمة الكورية
التناقض العجيب.. والتخبط الرهيب.. والكيل بمكيالين الذي تعيشه الإدارة الأمريكية ليس خافياً علي أحد.. والأساليب الملتوية التي تلجأ إليها بإدارة ترامب في كثير من المواقف.. تنم عن هشاشة القرار.. وغياب الرؤية والحكمة والموضوعية في التعامل مع كثير من القضايا الإقليمية والدولية.. لاسيما ان الغطرسة الأمريكية لا تترك صغيرة ولا كبيرة في شتي البقاع إلا وكانت الأصابع الأمريكية هي اللاعب الأساسي فيها سواء بصورة مباشرة أو من وراء الستار.. بدءاً من أصغر أزمة في أضعف دولة إلي التهديد بالحرب النووية في الأزمة الكورية.. تصاعد حدة التصريحات إلي حد التهديدات بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة الأمريكية.. قد تنذر بشن حرب نووية.. يمكن أن تبيد الأخضر واليابس.. ووصل الأمر من الجانب الأمريكي إلي تحريك بعض القطع البحرية القتالية باتجاه شبه الجزيرة الكورية عقب اطلاق ببيونج يانج صاروخا تجريبيا.. أزعج جيرانها.. وهز عرش الإدارة الأمريكية فبادر دونالد ترامب بأن الرد علي بيونج يانج سيكون قاسياً.. وفي النهاية.. لن تستطيع أي قوة حتي لو كانت أمريكا شرطي العالم الأوحد أن تتخذ خطوة متهورة بالهجوم علي قوة أخري حتي لو كانت أصغر دولة طالما تمتلك قوة ردع الآخر وهو السلاح النووي.. وأعتقد ان الإدارة الأمريكية لن تجرؤ علي مهاجمة كوريا الشمالية ليس من ضعف.. ولكن من أجل مصالحها في المنطقة.. والسبب الأهم ان كوريا الشمالية تمتلك قوة الردع.. وربما الزمن الذي استخدم فيه الأمريكان الذري ضد هيروشيما ونجازاكي.. غير الزمن الذي صارت فيه اليابان حليفا وصديقا.. وان التناقض الغريب في تعامل الأمريكان مع نووي إسرائيل بالقبول وغض البصر والدعم الدائم.. ثم الرفض القاطع لنووي غيرها يفقد الأمريكان المصداقية في الشعارات التي ترددها الإدارة الأمريكية ليل نهار عن الديمقراطية وحقوق الإنسان والحرية وغيرها من الشعارات التي لا يعرف الأمريكان شيئاً عن مضمونها.
***
وتعتبر كوريا الشمالية من أكثر المجتمعات انغلاقا وسرية.. وربما دفع الطموح النووي لكوريا بعض الدول إلي فرض عزلة اقتصادية وسياسية وعقب الحرب العالمية الثانية انشطرت شبه الجزيرة الكورية إلي شطرين.. أسس الشطر الشمالي الزعيم كيم إيل سونغ الذي شكل سياسة البلاد لأكثر من 50 عاما.. والجزء الشمالي منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية 1945 مدعوم من الاتحاد السوفيتي آنذاك.. والجزء الجنوبي تدعمه الولايات المتحدة الأمريكية وكلا الطرفين له مصالح في كل خطوة تخطوها الإدارة.
***
والمتأمل في أساليب الإدارة الأمريكية يجد ان التناقض والتضارب والخلافات متشعبة.. وخلال الأسبوع الماضي هاجم دونالد ترامب زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل لأنه لم يتمكن من إلغاء أو تغيير قانون الرعاية الصحية الذي وضعه أوباما.. وهاجم ترامب أيضاً رئيس مجلس النواب بول رايان لأنه رفض ربط قانون الرعاية الصحية بالمتقاعدين.. وهاجم الجمهوريين في مجلس الشيوخ لأنهم أبقوا علي نظام إقرار القوانين بستين صوتا بدل الأغلبية البسيطة.. بل هدد ترامب بالسماح بغلق الإدارات الحكومية الفيدرالية إذا لم توفر الميزانية المقبلة تمويلاً كاملاً للجدار الذي يعتزم إقامته علي الحدود مع المكسيك.
***
مراوغة إدارة ترامب في التعامل مع العديد من القضايا الإقليمية والدولية خاصة غض الطرف عن نظام قطر الإرهابي.. يثير العديد من الأزمات.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف