الأهرام
محمد الأنور
عملاء الوطن
هل أصبحت الوطنية عمالة، والشرف خيانة، والنزاهة فسادا، والنفاق والكذب، والتلون مهارة؟ الكثير من الأسئلة تطرح فى الذهن عندما نرى مظاهر أكثر تجعل من الالتباس والشك والتخبط أمورا طبيعية فى أذهان البعض فى ظل ما يحدث فى المجتمع من فورات وتغييرات وأمور أخرى نراها حولنا وفى شاشات الفضائيات وغيرها ،وتترجم نفسها فى الكثير من السلوكيات التى لم نكن نتخيل أن تظهر فى وطننا على هذا النحو ، ولانريد أن نرصد قضايا الفساد والانحرافات الاجتماعية والإدارية بقدر ما نحن نحاول أن نقيم أوضاعنا لتجاوز الكثير من المآزق التى يواجهها المجتمع والحروب التى تواجهها الدولة، لأن معرفة الخلل والمرض بداية العلاج وبناء دولة ومجتمع قوى وهو ما تقوم به المؤسسات المختلفة فى الدول القوية كل حسب تخصصها مع رقابة ذاتية وخارجية تكفل قيامها بوظائفها لتكمل بعضها البعض وتصب فى مصلحة القوة الشاملة للمجتمع والدولة. إن مصر رغم الحوادث والأزمات مازالت وستظل قوية وعوامل التقييم والتقويم مازالت فاعلة سواء تلك المرتبطة بالعقيدة والوطنية أو تلك بالمجتمع ومؤسسات الرقابة ،و الأمر فى بلدنا ليس معضلة فى الاقتصاد أو البشر بقدر ما هو مرتبط بتفعيل وإطلاق القوى والكوادر الحية فى مختلف المجالات وهو أمر بسيط ولكن عوامل مقاومته قوية خاصة فى أجهزة البيروقراطية التى تمرس فيها الفساد وطورت أجياله ومصالحه، إن ضرب الفساد ليس بالمستحيل، والقيادة السياسية لديها الإرادة والأدوات وتقوم بذلك ولكن الأمر ليس للدولة فقط بل يعتمد على من يريدون الصالح العام فكل مواطن فى موقعه هو عين للمجتمع والدولة للصالح العام وإذا قام هؤلاء بمكافحة والتصدى للفساد والانحراف فسيلمس الجميع النتائج ومن يسكت أويرضخ فهو خادم للإرهاب ولأعداء هذا البلد... وتلك دعوة للعمالة ولكن عمالة لمصلحة هذا الوطن وضد أعدائه.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف