الأهرام
عبد العظيم الباسل
«محلاها عيشة الفلاح»
«محلاها عيشة الفلاح متطمن قلبه مرتاح.. يتمرغ علي ارض براح و الخيمة الزرقة ستراه.. ده القعدة ويا الخلان والقلب مزقطط فرحان.. محلاها عيشة الفلاح»

هذه الكلمات التي ألفها بيرم التونسي، ولحنها وغناها المرحوم محمد عبدالوهاب، كانت تجسد بصدق حال الفلاح فيما مضي، يوم ان كان يأكل من بيته ويزوج أبناءه من عائد محصوله ويوفر من انتاجه لتعليمهم، حتي اصبح موسم حصاد الارز او جني القطن هو موعد (زيجات) ابناء الفلاحين في كل قرية.

واليوم نتذكر الفلاح في عيده بكلمات جوفاء لا تجسد حاله الحقيقي بعد ان اصبح عيده يذكره بهمومه وتهميش المجتمع له، وتفاقم مشاكله التي اصبحت لا تنتهي وعلي رأسها ديوان بنك التنمية وفوائدها التي ألقت بالعديد من الفلاحين داخل السجون، وقبل ذلك كم يعاني الفلاح في زراعة ارضه المحفوفة بالمشكلات ، بدءا بتوفير البذور بسعر مناسب ومرورا بنقص المياه الذي يهدد نباته بالعطش، بعد ان التهمت الاراضي الصحراوية حقه من المياه ، وانتهاء بثمن محصوله البخس الذي ينتظره بعد عناء.

اما اذا مرض الفلاح لا يجد سوي وحدة صحية خاوية من الطبيب والدواء في ظل غياب قانون التأمين الصحي لعلاج الفلاحين واسرهم .

وكم اعلنا اكثر من مرة عن صندوق دعم المحاصيل الزراعية لرفع سعرها في مقابل ارتفاع تكلفة الزراعة، ولكنه حتي الآن لم يجد طريقه للتطبيق .

هذا هو حال الفلاح في هذه الايام، ويجب علي الدولة ان تنظر اليه باهتمام لحل مشكلاته، بعد ان اصبح واقع حاله يقول (ما اتعس عيشه الفلاح) التي كانت فيما مضي مأثورة يتغني بها قولا وفعلا.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف