أكثر ما أسعدني في الزيارة التي قام بها الرئيس عبدالفتاح السيسي إلي الصين وفيتنام هو اشادة قادة هذه الدول بدور مصر التاريخي في الدفاع عن قضايا الدول النامية ومساندة حركات التحرر وانشاء حركة عدم الانحياز.
هذه الاشادة تعني الكثير.. تعني أن كفاحنا وتاريخنا لم يضع هباءً تعني أن ذاكرة التاريخ وذاكرة الدول المحترمة لا تنسي المواقف المحترمة وهي رسائل تؤكد أن مصر كانت علي الطريق الصحيح وأن تضحياتها لم تذهب هباءً.. مصر كانت أول دولة تعترف بالصين ووقفت مع فيتنام.. وأسست مع الهند ويوغسلافيا حركة عدم الانحياز.
التقدير لمصر تجده ظاهراً وواضحاً من قادة هذه الدول وكذلك فعل رئيس وزراء الهند أثناء اللقاء الذي تم بينه وبين الرئيس علي هامش قمة "بريكس".. هذه الرسائل الواردة من الصين وقيتنام تؤكد أنه يوجد لنا رصيد لدي هذه الدول ينبغي أن نستثمره في إعادة البناء علي أساس جديد وسليم بعيداً عن التبعية والضغوط والابتزاز والتدخل في الشئون الداخلية والتأثير علي القرار الوطني والتي عانينا منها طوال سنوات كثيرة مضت..
أتمني أن نستفيد من تجربة الصين والهند التي حولت الزيادة السكانية لديها من نقمة إلي نعمة وأتمني الاستفادة من تجربة فيتنام التي انتقلت سريعاً من مرحلة التحرر إلي التنمية والاستثمار.. وأن نحرص فعلاً علي تبادل المنافع مع هذه الدول في كافة المجالات ونقل التكنولوجيا وزيادة الانتاجية مما يصب في النهاية في مصلحة المواطن والوطن عشنا سنوات طويلة نطالب بعدم التبعية لأمريكا والغرب بعد أن أعلنا أن 99% من أوراق اللعبة في يد أمريكا.. اعتقد أن أمامنا فرصة ذهبية لاستعادة دور مصر الإقليمي والدولي اعتماداً علي رصيدنا التاريخي الذي أثبتت الأيام أنه لم يذهب هباءً.
حمي الله مصر وحفظها من كل سوء.