المساء
على فاروق
مذابح بورما.. ومزاعم أمريكا وأوروبا!!
يشهد إقليم ميانمار في بورما مذابح مروعة يتعرض لها مسلمو الروهينجا من قبل الأغلبية البوذية بدعم من حكومة بورما.. مما أدي إلي هروب عشرات الآلاف من المسلمين إلي حدود بنجلايش بسبب الاضطهاد والقتل والتعذيب الذي يتعرضون له في بلادهم علي يد الإرهابيين البوذيين.
يحدث كل ذلك في ظل صمت إعلامي مريب بأوروبا وأمريكا كما يحدث في بورما.. حتي إننا لم نقرأ بياناً واحداً خرج من حكومات الغرب يندد بهذه الجرائم المروعة ولم يحدث أي تحرك سواء من البيت الأبيض أو الاتحاد الأوروبي لوقف المذابح.. في الوقت الذي يتحدثون فيه ليلاً ونهاراً عن حقوق الإنسان ويصدر الكونجرس الأمريكي قرارات وتوصيات متتالية بخفض المساعدات الأمريكية لمصر بدعوي قيام الحكومة المصرية بانتهاكات ضد حقوق الإنسان!!
مصر يعيش فيها جنسيات من مختلف دول العالم ومن أديان مختلفة في سلام دون أن يتعرض أي منهم لأي مشاكل برغم كل الظروف الاقتصادية الصعبة ومع ذلك يوجهون لنا اتهامات بانتهاك حقوق الإنسان في الوقت الذي يرتكبون هم أنفسهم كل يوم جرائم مروعة ضد حقوق الإنسان.
وجدنا أمريكا ومن ورائها أوروبا يغزون العراق بدعوي امتلاكه سلاحاً نووياً وقاموا بتدمير هذا البلد العربي المسلم وتقطيع أوصاله وقتل ما يزيد علي مليون عراقي وزعموا أنهم سيقيمون في العراق مجتمعاً متقدماً يكون نموذجاً لكل الدول العربية.. ثم تركوا العراق ينزف بعد أن دمروا اقتصاده ونشروا الفتن به... بل إن العديد من أبنائه هربوا إلي بلاد مختلفة في كل قارات العالم!!
وقبل العراق تم غزو أفغانستان وارتكبوا جرائم مروعة في حق البشرية وقالوا إنهم سيحولون أفغانستان إلي قطعة من أوروبا.. إلا أنهم دمروها واحتلوها وخربوها!!
وكانت المؤامرة الكبري علي المنطقة العربية من خلال ما أسموه "الفوضي الخلاقة" حيث نشروا الفوضي والخراب في أكثر من دولة عربية بهدف تدمير المنطقة وإعادة بنائها من جديد وفق المخطط الصهيوني.. إلا أن ثورة 30 يونيو المجيدة التي قام بها الشعب المصري ودعمها الجيش الوطني أجهضت هذا المخطط الرهيب وأنقذت الأمة العربية كلها من الانهيار والتقسيم ومازالت المؤامرة مستمرة بهدف ضرب واسقاط مصر بأي طريقة بدعوي عدم وجود ديمقراطية وانتهاك حكومتها لحقوق الإنسان!! ولكنهم لن ينجحوا لأن الشعب اكتشف المؤامرة وأدرك أهدافها جيداً وعقد العزم علي الوقوف أمامها بكل قوة وحسم حتي يقضي عليها تماماً.
شهدنا ذلك في تحمل المصريين لتداعيات الاصلاح الاقتصادي من ارتفاع الأسعار بشكل كبير إلا أن المصريين صمدوا وتحملوا حتي يعبروا الأزمة الحالية كما نجحوا في اكتوبر 1973 في عبور الهزيمة وتحقيق الانتصار الذي غير منطقة الشرق الأوسط كلها.
بدأت بشائر الخير تهل بعد أن ارتفع الاحتياطي النقدي الأجنبي في البنك المركزي ليتجاوز الـ 36 مليار دولار.. وهناك مؤشرات قوية تؤكد وصول هذا الاحتياطي إلي 40 مليار دولار قبل نهاية العام الحالي.. وانخفاض سعر الدولار إلي 16 جنيهاً مع بداية العام القادم مما سيؤدي بالتأكيد إلي انخفاض أسعار السلع الأساسية.
وجاءت الجولة الآسيوية الأخيرة للرئيس عبدالفتاح السيسي ومشاركته في قمة بريكس بالصين.. ليوجه ضربة قوية لقوي الشر التي تحاول اسقاط مصر الأمر الذي آثار اللوبي الصهيوني في أمريكا.. فأصدروا التوصيات بتخفيض المعونات الأمريكية بواقع 300 مليون دولار من العام القادم رغم أن هذه المعونات تستفيد منها أمريكا أكثر من مصر! حيث نقوم باستيراد كميات كبيرة من البضائع الأمريكية من خلال السفن الأمريكية بأسعار مرتفعة كما أن موظفي هيئة المعونة في مصر ـ وهم من الأمريكان ـ يتقاضون مبالغ خيالية بالدولار.. والأكثر من ذلك أن جانبا ليس بقليل من هذه المعونة تذهب إلي جمعيات حقوق الإنسان بدعوي دعم الديمقراطية في مصر.. وفي الحقيقة أن غالبية هذه الجمعيات تلعب لصالح المخطط الصهيو ـ أمريكي من أجل حفنة من الدولارات!!
آن الآوان نعيد النظر في المعونة الأمريكية وأن نشكل لجاناً لدراستها من كل الجوانب.. قبل اتخاذ قرارا ينتظره ملايين المصريين برفض هذه المعونات الأمريكية وإغلاق هيئة المعونة الأمريكية في مصر وترحيل موظفيها والاعتماد علي سواعد المصريين في بناء مصر الجديدة وخاصة مع دعم علاقتنا بالأشقاء العرب وجذب الاستثمارات الروسية والصينية والآسيوية إلي بلادنا.. حيث أكدت مشاركة الرئيس السيسي في قمة "بريكس" مؤخراً أن مصر عادت لمكانتها العربية والدولية.
الخير قادم قادم بإذن الَّله ثم بالاعتماد علي مواردنا وسواعدنا في إعادة البناء.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف