الأخبار
خالد رزق
مشوار - عالم لا يعرف العدالة..!!
كوريا الشمالية.. قامت الدنيا وبعدها لم تقعد علي إثر قيام هذا البلد الصغير في أقصي الشرق من آسيا بإجراء سلسلة من التجارب لصواريخ حربية صنعها محلياً وتجربة تفجير هي الأولي لقنبلة هيدروجينية والسادسة من عائلة القنابل النووية المصنفة كأسلحة دمار شامل غير تقليدية وهذه بدورها كانت من نتاج إبداع العقول الكورية الشمالية وسواعد شعبها المكافح المأخوذ بمبادئ الكرامة الوطنية وبأفكار السيادة واستقلال القرار.. والمغيب علي ذلك عن أبسط حقوق البشر حتي في أحط الدول علي سلم الديمقراطية في ممارسة حرية الفكر والاعتقاد شعب يصعب استيعاب أفكاره وقناعاته وكيف يبقي عليها في ظل عالم نسي مبادئ العدالة وحقوق البشر وحقوق الدول والأمم في امتلاك العلم وأسباب القوة وممارسة استقلالها في عالم لا يعرف ولا يعترف سوي بالقوة ويتخذها معياراً وميزاناً لحساب وإقرار الحقوق.
ربما لا أجد في نفسي تعاطفاً مع النظام الكوري الشمالي وأنا أنظر كيف يغيب شعبه في أوهام تقديس الحاكم عبر أساليب للتربية والتنشئة أقرب إلي غسيل المخ لشعب بكامله، وهي وإن كانت بحد ذاتها أساليب بدائية متخلفة لا تحترم عقول البشر، تحتفظ بنفس أهداف وسائل الغرب الأكثر حداثة وربما لياقة وقبولا لغسيل المخ وخداع الرأي العام في بلاد تحتل وتقود سياسات قسم من العالم المتقدم وتدعي اعتناق مبادئ الحرية، ولكن الأكيد أتضامن مع هذا النظام في موقفه المبدئي الثابت بالدفاع عن استقلال القرار الوطني والإصرار علي امتلاك أسباب القوة التي امتلكتها بلاد لا تخفي عداوتها لبلاده وتصر علي التدخل في رسم الطريق الذي ينبغي عليها السير فيه وتضع الحدود والسقوف لطموحاته الوطنية .
و الحق أنه لا شيء من منطق عادل يقول بأن للولايات المتحدة وللغرب ولأحد من القوي الكبري في العالم وحتي الصغري أن تتدخل في قرارات بلد ما ولا بالتأكيد أن تتدخل في كيف له أن يحمي حدوده ويحافظ علي سيادته ويمارس استقلاله الوطني.. والحق أن لا شيء من منطق يعطي أي قوة في العالم الحق في منع أي بلد كان كوريا الشمالية أو إيران وغيرها من امتلاك تكنولوجيا صناعة السلاح الصاروخي وغير ذلك تقليدي وغير تقليدي، طالما أن هناك بلادا أخري في الدنيا تمتلكه، والعدل هنا يقول بأن من حق كل أمة تحترم قدرها وحقها بالوجود والحياة الآمنة في عالم غير آمن أن تملك ما تراه من سلاح دفاعاً عن نفسها..هذه حقوق لا يملك أحد إنكارها ولا حتي استظلالاً بقرارات أممية يتبناها مجلس الأمن والأمم المتحدة كونها بالضرورة تخالف مبادئ العدالة الإنسانية والمساواة بين الدول والشعوب والأفراد في حقوقهم بالدفاع عن النفس.
إدانة تجارب كوريا الشمالية الصاروخية والنووية في عالم فيه من أجروا الآلاف والمئات من تجارب مماثلة وأشد ، عالم فيه من استخدم السلاح النووي علي الشر، هوموقف لا يقيم للعدالة اعتباراً.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف