من غير المعتاد أن تتم زيارات شخصيات أجنبية لبلد قبيل أيام من انتخابات عامة يشهدها، لذا كان مفاجئا إعلان برلين زيارة أمير قطر واستقبال المستشارة ميركل له يوم 15 من الشهر الحالى قبل 9 أيام من انطلاق الانتخابات العامة، والتى يتوقع أن يتصدر حزب ميركل قائمة الفائزين فيها. وخلافا لتحفظها المعهود فى إعلان مواقف قاطعة أعلنت ميركل قبل أيام عدم قبولها مسألة استضافة قطر كأس العالم لكرة القدم فى 2022. فى سياق متواز جاء تصريح مفوضة حقوق الإنسان للحكومة الألمانية بربيل كوفلر ـ الجمعة ـ حول حجب موقع هيومان رايتس ووتش بمصر ــ وهى منظمة تتعمد إصدار تقارير مغلوطة عن مصر ــ إذ قالت إنها تشعر بقلق بالغ إزاء حجب مواقع إلكترونية لوسائل إعلام مستقلة ومنظمات حقوق إنسان بمصر بهدف إسكاتها وهو انتهاك لحرية الرأى. طبعا لا أعرف عن أى حرية رأى تتحدث السيدة كوفلر! وقد حرص أيضا موقع الدويتشى فيلة على إذاعة تقرير «هيومان رايتس ووتش» الذى زعم بأن مصر تنفذ برنامجا ممنهجا لتعذيب السجناء وتنكل بالمعارضين وتقمع الحريات . نقل الموقع ذلك المضمون دون محاولة تقصى حقيقة الوضع أو ربما لتماشيه مع هوى القائمين عليه. هناك تشابك مصالح اقتصادى كبير بين قطر وألمانيا فى ضوء مساهمة قطر فى عدد من الكيانات الاقتصادية منها «الدويتشى بنك» و«فولكس فاجن» و«بورشة» وشركة «هوخ تيف» للبناء والتى تقوم بمشاريع تشييد كبرى فى قطر بما فيها المرتبط بالاستعداد لكأس العالم 2022. لقاء ميركل تميم يأتى بعد محادثات أمير الكويت مع الرئيس الأمريكى بواشنطن بشأن أزمة قطر، وإعلان ترامب استعداده للوساطة لحلها. ويبدو أن شركاء قطر يشعرون بأنه بات ضروريا إيجاد حل لها إما بالمعروف أو المتلوف.