الأهرام
مرسى عطا الله
العراق‭ ‬نموذجا‭ ‬لداء‭ ‬السرطان‭!‬
مازلت‭ ‬عند‭ ‬رأيي‭ ،‬الذى‭ ‬أقوله‭ ‬منذ‭ ‬بدايات‭ ‬الغزو‭ ‬الأمريكي‭ ‬للعراق‭ ‬عام‭ ‬2003‭ ‬وما‭ ‬ترتب‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬نوائب‭ ‬لم‭ ‬تنته‭ ‬بسقوط‭ ‬بغداد‭ ‬وإعدام‭ ‬أول‭ ‬حاكم‭ ‬عربى‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬الحديث‭ ‬، بأن‭ ‬مصيبة‭ ‬العالم‭ ‬العربى‭ ‬تكمن‭ ‬في‭ ‬الخلايا‭ ‬النائمة‭ ‬والطابور‭ ‬الخامس‭ ‬الذي‭ ‬ينتشر‭ ‬كالسرطان‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬أقطار‭ ‬الأمة‭ ‬تحت‭ ‬رايات‭ ‬زائفة‭ ‬للمعارضة‭ ‬وطلب‭ ‬التغيير،‭ ‬دون‭ ‬استحياء‭ ‬من‭ ‬الاعتراف‭ ‬بالارتباط‭ ‬الوثيق‭ ‬بالممول‭ ‬والمحرض‭ ‬الأجنبى.‬

ورغم‭ ‬أن‭ ‬المرض‭ ‬الخبيث‭ ‬لم‭ ‬يقتصر‭ ‬علي‭ ‬العراق‭ ‬الذبيح‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬انتشرت‭ ‬خلاياه‭ ‬فى‭ ‬سوريا‭ ‬وليبيا‭ ‬واليمن‭ ‬تحت‭ ‬رايات‭ ‬الخريف‭ ‬العربى‭ ‬المزعوم‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الحالة‭ ‬العراقية‭ ‬تظل‭ ‬هى‭ ‬النموذج‭ ‬الذى‭ ‬يستحق‭ ‬أن‭ ‬نستخلص‭ ‬منه‭ ‬الدروس‭ ‬والعبر‭ ‬لوقف‭ ‬انتشار‭ ‬هذا‭ ‬الداء‭ ‬اللعين‭ ‬فى‭ ‬جسد‭ ‬بقية‭ ‬أقطار‭ ‬الأمة‭. ‬

ولعلها‭ ‬فرصة‭ ‬مناسبة‭ ‬لكي‭ ‬أنعش‭ ‬ذاكرة‭ ‬الذين‭ ‬يستخفون‭ ‬بما‭ ‬نردده‭ ‬حمدا‭ ‬وشكرا‭ ‬لله‭ ‬علي‭ ‬أن‭ ‬ثورة‭ ‬30‭ ‬يونيو‭ ‬جنبت‭ ‬مصر‭ ‬ما‭ ‬جري‭ ‬للعراق‭ ‬وسوريا‭ ‬علي‭ ‬عكس‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يردده‭ ‬أقرانهم‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬ابتهاجا‭ ‬بسقوط‭ ‬بغداد‭ ‬من‭ ‬تبشير‭ ‬كاذب‭ ‬بأن‭ ‬العراق‭ ‬يدشن‭ ‬بداية‭ ‬مرحلة‭ ‬جديدة‭ ‬سوف‭ ‬تنتقل‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬الاحتلال‭ ‬إلي‭ ‬الاستقلال‭ ‬ومن‭ ‬الديكتاتورية‭ ‬إلي‭ ‬الديمقراطية‭ ‬ومن‭ ‬شريعة‭ ‬الاستبداد‭ ‬إلي‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والحوار‭ ‬والحرية‭ .. ‬فماذا‭ ‬كانت‭ ‬النتيجة‭!‬

لقد‭ ‬تشرذم‭ ‬العراق‭ ‬وتناثرت‭ ‬شظاياه‭ ‬بين‭ ‬الشيعة‭ ‬والسنة‭ ‬والأكراد‭ ‬ولم‭ ‬يعد‭ ‬لشعار‭ ‬الوطن‭ ‬الواحد‭ ‬فوق‭ ‬الطوائف‭ ‬أي‭ ‬وجود‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬سادت‭ ‬لغة‭ ‬الاغتيالات‭ ‬والتفجيرات، ‬وتدفقت‭ ‬فصائل‭ ‬الإرهاب‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬حدب‭ ‬وصوب‭ ‬علي‭ ‬أرض‭ ‬الرافدين‭ ‬لتفجر‭ ‬المساجد‭ ‬وتغتال‭ ‬الأئمة‭ ‬علي‭ ‬المذهب‭ ‬والهوية‭.‬

لقد‭ ‬تقزم‭ ‬الحلم‭ ‬إلي‭ ‬حد‭ ‬أننا‭ ‬نبتهج‭ ‬اليوم‭ ‬بتحرير‭» ‬الموصل‭« ‬وطرد‭ ‬الإرهابيين‭ ‬الدواعش‭ ‬من ‭»‬تلعفر‭«‬ والسعى‭ ‬لتحرير‭ »‬الحويجة‭..«‬ قلبى ‬مع‭ ‬العراق‭ ‬ودعاء‭ ‬إلى ‬الله‭ ‬أن‭ ‬يحمي‭ ‬أقطار‭ ‬الأمة‭ ‬من‭ ‬المراهقين‭ ‬السياسيين‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يخجلون‭ ‬من‭ ‬عمالتهم‭ ‬للخارج‭ ‬ويعتنقون‭ ‬مبدأ‭ ‬«الغاية‭ ‬تبرر‭ ‬الوسيلة»‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬الثمن‭ ‬انهيار‭ ‬الدولة‭ ‬الوطنية‭ ‬وتمزيق‭ ‬المجتمع‭ ‬المتماسك‭!‬

‬خير‭ ‬الكلام‭:‬

‭ >>‬السياسة‭ ‬فن‭ ‬التلوث،‭ ‬تجد‭ ‬لها‭ ‬ميدانا‭ ‬فسيحا‭ ‬فى‭ ‬النفوس‭ ‬الضعيفة‭ !‬
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف