الجمهورية
محمد الفوال
رهانات الشعب والسيسي
يعجبني ويقنعني جدا أسلوب وطريقة الرئيس عبدالفتاح السيسي في إدارته لأمور الدولة المصرية المثقلة بأثقال تنوء عن حملها الجبال تراكمت عبر أربعين عاماً وتُشكل صخورا صلبة يصعب تفتيتها بالوسائل التقليدية.
الرئيس السيسي ورث تركة معقدة ودولة عميقة مؤسساتها وهيئاتها العامة تدار بالدفع البيروقراطي الذاتي الذي لا يسقطها ولا يدفعها للأمام فظلت تقف في مكانها تبدو متماسكة في شكلها الخارجي وفي الحقيقة هي مسوسة ومخوخة من داخلها باستثناء مؤسستنا العسكرية العظيمة التي استطاعت أن تحافظ علي قوام الدولة وتحفظها من الانهيار في اختبار 25 يناير 2011 وتحميها من محاولة الجماعة الارهابية اختطافها عام 2013 فالمؤسسة العسكرية منذ نشأتها الوازن الاستراتيجي لقوام الدولة المصرية تتدخل في اللحظات التاريخية الفارقة لحمايتها من أي تهديدات داخلية أو خارجية انطلاقا من عقيدتها الوطنية الراسخة عبر الاجيال.
لم يكن أمام الرئيس خيارات كثيرة للتعامل مع دولة عميقة لها تاريخ طويل في توريث وتوارث البيروقراطية والروتين إلا بإدارة شئونها وفق اسلوب مختلف متعدد الأدوات والعمل علي اكثر من جبهة كان عليه أن ينحت بوسائل حديثة وبعقليات مستنيرة في صخر البيروقراطية وكان امامه خياران اما النجاح أو النجاح ايضا فلا بديل إلا اقتحام المشكلات والأزمات مهما كلف الأمر فهو المقاتل الذي عليه ان يخوض المعركة التي كلفه بها الشعب إلي نهايتها وينتصر فيها والحمد لله نجح الرئيس في خياره وفي معركته ووضع نفسه علي الطريق الصحيح ويقود البلاد الي الخلاص من مشكلاتها المزمنة وبانتظار جني الثمار بعد ترسيخ قواعد الدولة القوية وإقامة أعمدتها الرئيسية في مختلف أقاليمها ونشر المشروعات القومية في ربوعها ونقولها بصراحة وبثقة انه لولا اعتماده علي المؤسسة العسكرية التي لا تعرف التخاذل ولا التهاون ولا التكاسل لما استطاع بهذه السرعة تنفيذ التزاماته بالجدول الزمني لإنجاز مشروعه الوطني لتخفيف الأعباء عن الشعب وتحقيق رفاهيته وتقدم وازدهار الدولة.
جيشنا العظيم وهيئته الهندسية يقفون وراء كل هذه الإنجازات التي تتحقق في كل بقاع الوطن جيشنا ينجز كل مهامه في الوقت المحدد وبالكيفية وبالمعايير العالمية وبنجاح كبير رافعا شعار "يد تبني ويد تحمل السلاح" وهذا شعاره منذ الستينيات.
أي رئيس وطني يعشق بلده ويريد الإنجاز وحل المشكلات المزمنة والانطلاق نحو الأمام لن يحالفه النجاح في مهمته في هذه اللحظات الفارقة والتحديات الجسيمة والمشكلات الخطيرة إذا اعتمد علي بيروقراطية الدولة العميقة وقوانينها المقيدة والمعرقلة فلم يكن أمامه سوي الاعتماد في خطته العاجلة لوقف التدهور الاقتصادي والاجتماعي إلا المؤسسة العسكرية التي لا تعرف غير الانضباط والالتزام سبيلا وطريقا لتنفيذ مسئولياتها وعهدنا بها علي مدي تاريخها نموذجا حيا للنجاح والإنجاز والتنفيذ الذي لا يعرف التهاون أو التراخي أو الفساد والرئيس محقا في رهانه عليها ولولاها لما نفذت المشروعات العملاقة بهذه السرعة.
رهان السيسي علي جيشنا العظيم صحيح ورهان الشعب علي السيسي الأصح.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف