الجمهورية
مؤمن ماجد
معركة الدوري
بداية الموسم الكروي في أي دولة في العالم مناسبة تدعو للاحتفال.. لكن في مصر مع اقتراب انطلاق الدوري العام لكرة القدم تعلن الطوارئ وتتصاعد الإجراءات الأمنية ويحبس الجميع أنفاسهم في انتظار أن تمر المباريات علي خير ولا تحدث كوارث مماثلة لما شهدته المواسم السابقة.
في كل دول العالم تذهب الجماهير إلي أرض الملعب مبتهجة وسعيدة فهي في طريقها إلي نزهة.. ينزل اللاعبون أرض الملعب يطلق الحكم صافرته وتبدأ المباراة وتنطلق الحناجر وتخرج الأهات مع كل لعبة حلوة أو فرصة ضائعة ويدوي التصفيق عند إحراز هدف وصافرات الاستهجان مع كل فاول حتي تنتهي المباراة ويتصافح الفائز والمهزوم لأنهما في مباراة رياضية.
في مصر ممنوع حضور الجماهير.. وإذا حضرت تكون مشحونة ملتهبة المشاعر وكأنها ذاهبة إلي معركة.. ينزل اللاعبون أرض الملعب مثل موظفي الحكومة بلا روح ولا انتماء وكأن النتيجة معروفة مسبقاً يطلق الحكم صافرته بعد أن يدعو الله أن تسير الأمور علي خير ولا يتعرض للضرب والإهانة. تبدأ المباراة وتنطلق الشتائم والسباب وتحدث معارك علي أرض الملعب وخناقات في المدرجات حتي تنتهي المباراة ويخرج الفائز والمهزوم غاضبين لأنه لم ينتقم من خصمه بالدرجة الكافية.
المنظومة الرياضية كلها فاشلة.. أندية لا تعرف معني الاحتراف.. لاعبون لا يبحثون إلا عن المال والشهرة ولا يفهمون أن الرياضة مكسب وخسارة.. ملاعب متهالكة لا تصلح لدوري الحواري.. جمهور يبحث عن الانتقام وليس عن المتعة.. اتحاد الكرة مثل البطة العرجاء.. معلقون ومحللون يزرعون التعصب ويرسخون مفاهيم الكراهية بين الأندية واللاعبين.
المحصلة النهائية أن الدوري المصري أصبح من أضعف الدوريات في أفريقيا.. الجماهير انصرفت عن متابعة المباريات المحلية إلي الاستمتاع بالدوري الأسباني أو الإنجليزي أو الفرنسي أو الألماني.. منتخبنا أصبح مهلهلاً لا يستحق أن يلعب في كأس العالم رغم أنه قد يصل بدعاء الجماهير وليس ببراعة اللاعبين أو كلمة المدرب.
أتمني مع بداية الموسم الكروي أن تعود الجماهير إلي الملاعب وأن تدرك أنها ذاهبة إلي نزهة وأن يعلم اللاعبون أنهم في مباراة رياضية فيها فائز ومهزوم وأن الروح الرياضية أهم من ثلاث نقاط في دوري هو الأضعف بعد أن كنا أسياد العرب وأفريقيا في كرة القدم.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف