الوفد
علاء عريبى
ضمانات المشروعات الصغيرة
لا شك أن قرار تخفيض نسبة الفائدة على قروض الشباب، من القرارات المهمة التى ستسهم بقدر كبير فى اتجاه الشباب إلى إقامة مشروعات صغيرة، إلا أنها غير كافية للإقبال على هذه القروض، لماذا؟، لأن الضمانات التى تطلبها البنوك ومن قبلها الصندوق الاجتماعى من الشباب لصرف مبلغ القرض تعد من المستحيلات، ولا يقدر على تقديمها سوى شاب قادر مادياً، والقادر مادياً بالطبع لن يتقدم للبنوك ولا إلى الصندوق الاجتماعى، ومن هنا فإن قرار تخفيض نسبة الفائدة غير كاف بالمرة.
وقد سبق ونبهنا هنا قبل عدة سنوات إلى المشاكل التى يواجهها الشباب عند اقتراضه لإقامة مشروع، وأشرنا إلى صعوبة الشروط والضمانات، وهى: أولاً: ملكية لمحل أو لعقار قيمته تغطى مبلغ القرض، ثانياً: تقديم ضامنين يعملان فى الحكومة لا يقل راتب كل منهما عن 1500 جنيه، ربما أكثر، ثالثاً: تقديم محل أو مقر مجهز للشركة، رابعاً: فتح حساب فى البنك، خامساً: صورة من عقد منزل سكن الأسرة، وغيرها من الضمانات التى لا يقدمها سوى شاب قادر مادياً غير محتاج للقرض.
وأيامها طالبنا بأن تحاول إدارة الصندوق تخفيف العبء عن الشباب والتيسير عليهم، وعدم فرض ضمانات تعجيزية، وتخفيض نسبة الفوائد، وإعادة جدولة القروض المتعثرة، وسرعة البت فى طلبات الاقتراض، وأذكر أننى طالبت رئيس مجلس إدارة الصندوق أيامها محمد هانى سيف النصر، بتذليل العقبات التى تعرقل تمويل مشروعات الشباب، على وجه التحديد نسبة الفائدة التى كانت تصل 15 و17 و24%، حيث طالبت بأن تخفض إلى أصغر نسبة ممكنة، خاصة أن أموال الصندوق كانت عبارة عن منح وقروض ميسرة من أمريكا والدول الأوروبية، وكانت هذه الدول تقرض الصندوق بفائدة لا تذكر، تبدأ من 5.% وبحد أقصى 1%.
وأذكر أن المئات من الشباب قد انصرفوا عن إقامة المشروعات الصغيرة؛ بسبب الضمانات التى يطلبها البنك، وقد كتبت كثيراً طوال السنوات الماضية، وطالبت بتخفيف الضمانات، لكن للأسف كان الرد دائماً: لا بد أن تضمن الحكومة أموالها، هذه المشكلة، إضافة إلى مشكلة طول فترة التحرى عن المقترض، تحتاج من الرئيس قراراً جريئاً لا يقل أبداً عن قرار تخفيض نسبة الفائدة على القرض، فما الذى سيستفيده الشاب من تخفيض نسبة الفائدة إذا كان الشاب غير قادر على تقديم الضمانات التى يطلبها الصندوق والبنك.
نعيد ونكرر ونقول، إن قرار خفض نسبة الفائدة على قروض المشروعات الصغيرة، من القرارات المهمة جداً التى كنا نطالب به منذ سنوات، لكن هذا القرار وحده لن يشجع الشباب على إقامة مشروعات صغيرة؛ لأن معظم أولادنا الشباب من أبناء الأسر الفقيرة والمتوسطة، الذين بالكاد يعيشون على دخل الأسرة المتوسط، ومطالبة هؤلاء الشباب بتقديم ضمانات تفوق قدراتهم وقدرات أسرهم المادية لكى نصرف لهم القروض، فهذا يعد من القرارات الغبية التى يجب أن نعيد النظر فيها اليوم قبل الغد إذا كنا بالفعل نسعى إلى مساعدة أولادنا الشباب والاهتمام بالمشروعات الصغيرة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف