هل ماتت فكرة تطوير الأتوبيس النهرى، حتى يساهم فى نقل الركاب بين محافظات إقليم القاهرة الكبرى «القاهرة والجيزة والقليوبية»؟ ولماذا لم نعد نسمع أى جديد حول بناء أسطول لنقل الركاب بين هذه المناطق التى تمتد لحوالى 40 كيلومتراً هى امتداد النيل من حلوان جنوباً إلى القناطر الخيرية وروض الفرج شمالاً.. وما الذى يؤخر هذا المشروع الحيوى الذى يحل عمليات مشاكل النقل البرى بالأتوبيسات البرية والمينى والميكروباص.. بل والتوك توك..
ولنا أن نتصور «مشوار» يقطعه أتوبيس برى من روض الفرج مثلاً إلى المعادى وحلوان جنوب شرق القاهرة الكبري.. وإلى محطات أو «مراسى» على طول امتداد هذا المسار من إمبابة شمالاً إلى كل مناطق العجوزة والدقى والنيل الأعظم حتى كوبرى المنيب جنوباً.. وربما إلى ساقية مكى والعياط وما بعدهما جنوباً.. ونحسب المدة التى يحتاجها النقل البرى ـ على هذا المسار البرى ـ والمدة اللازمة لركوب الأتوبيس النهرى.. وهى فى أسوأ الأحوال أقل من ربع مدة المسار البرى!!
<< أم أننا نفضل خنقة وزحمة الأتوبيس البرى ومشاكل المينى باص. نقول ذلك لأن فكرة الأتوبيس النهرى بدأت من 50 سنة مثلاً لاستخدامها فى نقل الركاب، وليس لمجرد الفسحة فى الأعياد والمناسبات فقط.. وهل ترتبط الفكرة بنشاط محافظ أم رغبة وزير للنقل.. ولماذا تطول فكرة تحويل أى فكرة طيبة إلى واقع حقيقي.. أم أننا لا نهوى الجديد؟!
مثلاً: لماذا لا تعمل خطوط النقل البرى من أقصى شرق القاهرة.. إلى أقصى غربها لتصب هذه المسارات أمام مراسى الأتوبيس النهرى.. لتنقلهم إلى وجهاتهم ما بين شمال القاهرة وجنوبها.. وهل الخوف يتركز فقط من أى احتمالات للحوادث النيلية وهل لا نملك أسلوباً سليماً لحماية أرواح الركاب من المراسى المجهزة.. إلى إسعاف نهري. إلى انقاذ نهرى سريع وعصرى..
<< ولماذا تعثرت عملية بناء العديد من وحدات الأتوبيس النهرى ليس فقط فى ترسانات هيئة قناة السويس ـ فى مدن القناة ـ أو الإسكندرية وأيضاً فى إمبابة.. وكانت كلها قادرة على بناء هذه الوحدات النهرية..
وأراها ليست مجرد «تاكسى نهرى» صغير تحت الطلب يستخدمه من يطلبه فى حدود خمسة أو 10 أفراد.. بل عبارة عن الاسم الحقيقى وهو «أتوبيس نهرى» تستوعب الوحدة الواحدة 50 راكباً على الأقل، تماما مثل الأتوبيس البرى!!
ونحن إن توسعنا فى انشاء وحدات للأتوبيس النهرى نفتح مجالاً أو نعيد افتتاح صناعة السفن النهرية التى كنا نشتهر بها زمان.. أم نعجز عن إنشاء «مراسى» آمنة، عبارة عن محطات لركوب البشر.. أم نحن نهوى إضاعة أوقاتنا. إذ النقل البرى إذا سارت أحوال المرور طيبة تقطعها السيارة فى أكثر من ساعة.. بينما لا يزيد الوقت الذى يقطعه الأتوبيس النهرى على 30 دقيقة.
<< وبذلك نوفر الوقود، ووقت الناس وأعصابهم.. ونحل مشكلة رهيبة هى وصول شوارعنا «البرية» إلى حد أنها أغلقت تماماً وأصبحت السيارات بكل أنواعها تسير بسرعة السلحفاة..
هل من خطوة جريئة وسريعة من وزير النقل ومن أى محافظ تطل محافظته على نهر النيل.. لنحول النيل الى مجرى حقيقى لنقل الركاب أم نفقد الأمل ونعجز حتى الآن عن استخدام النهر فى نقل البضائع لصالح مافيا سيارات النقل.. تماماً كما نخضع الآن لمافيا المينى باص والميكروباص..
<< والنبى اتحركوا بقي.. وكفاية نوم فى العسل.. أو كفاية تصريحات إعلامية.. بينما لا نجد تحركاً على أرض الواقع.