اسماعيل حلمد
مسلمو بورما ... ومأساة عالم فقد إنسانيته
لا يصدق المرء أننا نعيش في القرن الحادي والعشرين... وهو قرن التكنولوجيا... وتطور الإنسان... وبلوغه قمة العلم... ومع ذلك تبقى في ذلك الإنسان وحشيته... وميله إلى العنف والدمار... وعدم احترام الآخر... سواء في فكره... أو حتى في دينه... عار على هذا الإنسان... الذي يزعم أنه صاحب الاخلاق... وصاحب الفهم والعقل... ثم تجده يقتل ثم يقتل... حتى يعشق الدماء... وتصير عادة سفك الدماء من لوازم العادات... وجزء من طبيعته المارقة... ومن يصدق أننا نرى القتل والحرق... وسفك الدماء... دون مبرر في بورما ضد مسلمي الروهينحا الأبرياء... القتل هناك يتم بيد باردة... يقتلون الأبرياء.. لا فرق بين الأطفال... أو والنساء والشيوخ... هؤلاء الأبرياء يقتلون لأنهم مسلمون... رغم أنهم لم يحملوا سلاحا... ولم يقتلوا بوذيا واحدا في بورما... فالقتل في بورما يتم برعاية الدولة إن جاز لنا ان نطلق على هذه دولة... الطامة الكبرى ان جيش هذه الدويلة... هو الذي يقوم بهذا الجينوسيد او التطهير العرقي المروع... ومع كل المجازر التي تحدث ويسقط فيها الأبرياء... ولم نسمع من حكام العرب والمسلمين حتى التنديد... لقد صار التنديد في أيامنا ثقيلا على لسان حكام العرب... رغم أنهم لو انتقدوا بورما فهي ليست حتى إسرائيل...التي يخشون انتقادها سرا او علنا... وحتى انتم يا شعوب العرب والمسلمين... اصبحتم تستكثرون الدعاء لإخوانكم الأبرياء في بورما... إنها أيام الخزي والهوان... إننا خذلنا إنسانيتنا... وخذلنا ديننا... وخذلنا الضعفاء من إخواننا... وصار حتى الدعاء لهم ثقيلا على اللسان... اي أيام نعيش... اي خزي هذا... واي عار ذلك الذي نحيا... أين المسلمون... أين الأزهر الشريف... منبر الإسلام... واين شيخه... وكلماته التي ترج الأرض رجا... لو لم يتحدث الأزهر اليوم... وبعد سقوط عشرات الآلاف من الضحايا الأبرياء... وبعد ان انتهكت أعراض المسلمين... واغتصبت النساء... فمتى يتحدث... ماذا بعد أيها المسلمون... متى تتحرك فيكم نخوة العروبة... وعز الإسلام... واين امريكا حامية الإنسانية المزعومة... حامية الديمقراطية الكاذبة... اين الشرطي الظالم الذي يحكم العالم... فانتشر الظلم... وعم الفساد على يديه... وساد الاستبداد... وصارت الدماء لونا احمر اعتاد الناس على رؤيته... ولم تعد تتحرك قلوبهم له... ولم تعد الشفقة والرحمة... تأخذهم لذلك المشهد الرهيب... حينما تزهق أرواح الأبرياء دون جريرة... وصارت مشاهد الدماء والقتل تذاع في وسائل الاعلام كعادة يومية... من المؤكد اننا فقدنا انسانيتنا... كانت فينا بعض الرحمة... لكن الله نزعها منا... وصرنا أشلاء بشرية... لا يهمها سوى الطعام والشراب... صرنا نعيش حياة القطيع... فاللهم ارحمنا من هذا العالم الظالم... واسأل الله تعالى... ان يرحم إخواننا المسلمين في بورما... وان ينصرهم على عدوهم... وان يخذل من خذلهم...