الأخبار
نبيل زكى
كلمة السر - الحقبة الذهبية لمجموعة «بريكس»
ثمة أبعاد أكثر شمولا وعمقا للقمة التاسعة لمجموعة »بريكس»‬. فقد تميزت هذه القمة بجو من التفاؤل والثقة وسط اهتمام أكبر بقضايا الارهاب والأمن والسلام العالمي والاستقرار الدولي وخلق ظروف لتسوية المنازعات الاقليمية في ظل إحساس عميق بأن النظام الدولي الحالي لا يمثل، بحق مصالح الدول النامية والأسواق الناشئة.
فالعالم لم يشهد من قبل.. مثل هذه التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية والعرقية والدينية.. مما يتطلب نظرة جديدة لكيفية إدارة شئون العالم.
ومن هنا يمكن القول أن قمة بريكس أخذت علي عاتقها مهمة وضع خريطة طريق لعالم جديد. وإذا كان الرئيس الصيني »‬شي جين بينج» يطلق علي السنوات العشر الماضية من نشاط بريكس اسم »‬الحقبة المجيدة»، فانها تنتقل الآن ، في رأيه إلي »‬الحقبة الذهبية» من حياتها، لأن التعاون بين اعضائها لن يعود بمنافع علي دولها الخمس فقط بل علي شعوب كل الدول. والواضح ان الرئيس الصيني يريد اقتناص الفرص التاريخية للثورة الصناعية الجديدة واستكشاف مجالات ونماذج جديدة للتعاون لكي يحقق طموحه نحو نظام دولي أكثر عدالة وانصافا. وجاءت معارضة قمة بريكس لاجراءات الحماية التجارية لكي تستهدف توجيه انتقاد مباشر لتوجهات الرئيس الامريكي دونالد ترامب صاحب شعار »‬أمريكا أولا» الذي يزيد من مصاعب الدول النامية.
وكان موقف قمة بريكس من الارهاب قويا وحاسما بالدعوة إلي تشكيل ائتلاف واسع لمكافحة هذا الارهاب واستنكار جميع الهجمات الارهابية علي امتداد العالم وإدانة كل أشكال هذا الارهاب ومظاهره أينما وقع، وبصرف النظر عن الجهة التي تمارسه، مع التأكيد علي أنه لا مبرر أيا كان لأي عمل من أعمال الارهاب. وطالب البيان الذي أصدرته القمة بخضوع المسئولين عن ارتكاب أو تنظيم أو دعم الاعمال الارهابية للمساءلة، وبمواجهة التطرف ومتابعة تحركات الإرهابيين، بما في ذلك العناصر الاجنبية المرتبطة بهم وحجب مصادر تمويلهم ومنع إمدادهم بالاسلحة وتفكيك قواعدهم ومحاربة الجريمة المنظمة التي تشكل عونا لهم. وثمة تأكيد علي أهمية القيام بجهد جماعي دولي وتنسيق بين كل دول العالم لاقتلاع جذور الارهاب حتي يمكن توفير الظروف لتحقيق التنمية والاستقرار وطالبت مجموعة بريكس الجمعية العامة للأمم المتحدة بأن تنتهي بسرعة من وضع الاتفاقية الشاملة حول مكافحة الإرهاب الدولي.
والملاحظ أن اجندة بريكس توسعت عبر السنين لتشمل مكافحة الفساد والارهاب وحماية الأمن. وكان مسئولو الأمن في الدول الاعضاء قد توصلوا إلي اتفاق مهم حول هذه القضية في العام الماضي خلال اجتماع عقدوه في نيودلهي ثم عقدت لجنة مكافحة الارهاب التابعة للمجموعة اجتماعا في مايو الماضي، كما عقد مستشارو الأمن القومي في دول المجموعة اجتماعا في شهر يونيو الماضي. وكانت الصين قد اعلنت معارضتها للمعاييرالمزدوجة في مكافحة الارهاب الذي تعتبره عدو الجنس البشري.
وبينما تعمل دول المجموعة علي خلق قوة دفع جديدة للنمو، تخطط الصين للعمل مع مصر في مجال استراتيجيات التنمية وجعل مصر بمثابة الدعامة لمشروع »‬الحزام والطريق» الذي يعيد إلي الحياة طريق الحرير القديم.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف