الجمهورية
سامح محروس
هذه الدنيا .. قلادة نجيب محفوظ
أثارت السيدة أم كلثوم كريمة الأديب العالمي الراحل نجيب محفوظ جدلاً كشف عن عجز المجتمع في التعامل مع تلك النوعية من القضايا. حين قالت إن الرئيس الأسبق حسني مبارك منح والدها قلادة نيل "مزيفة" علي حد تعبيرها.. مشيرة إلي أن أسرة الأديب الراحل لاحظت أن لون القلادة "مطفي" مما أثار شكوكهم. فذهبت بها السيدة والدتها إلي الجواهرجي الذي أبلغها أنها مصنوعة من فضة مطلية بالذهب. وأنها مغشوشة. وأن والدها لم يهتم بالأمر..
ومن جانبه دخل وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني علي خط القضية. وأدلي بتصريحات مثيرة جعلت المتابعين أقرب لتصديق ما قالته السيدة أم كلثوم. وكان فاروق حسني هو وزير الثقافة وقت تكريم مبارك لنجيب محفوظ عام 1988 بعد فوزه بجائزة نوبل للأدب. الوزير الأسبق أوضح أن قلادة النيل التي هي أرفع وسام مصري تكرم به الدولة أبرز الشخصيات ليست قلادة واحدة. بل قلادتان.. الأولي تصنع من الذهب الخالص وتمنح لرؤساء الدول والملوك. والثانية من الفضة المطلية بالذهب وهذه تعطي للمصريين.
حتي هذا الحد كان يمكن فهم ما حدث في ضوء ما قالته ابنة الأديب الراحل. وما قدمه الوزير الأسبق من شرح وتوضيح... فالروايتان تكملان بعضهما البعض.. نجيب محفوظ مواطن مصري. والدولة كرمته بالقلادة الثانية المصنوعة من الفضة. ثم إن القضية ليست في المادة المصنوع بها ميدالية القلادة. لأنه في كل الأحوال حتي لو كانت من الذهب الخالص فلا مجال لأن يقوم المكرم بها ببيعها لدي الجواهرجي لفك أزمة مالية أو ضائقة يعاني منها.. لأن التكريم المعنوي والأدبي.. واسم قلادة النيل.. هو القيمة الأكبر التي تبقي للمكرم بالوسام الأرفع والأهم.
ولكن لأننا مجتمع لا يجيد حسم قضاياه. فقد اكتسبت القضية زخماً مثيراً حين أوضح عبد الرءوف ثروت رئيس مصلحة سك العملة أن قلادة النيل واحدة وتصنع في مصلحة سك العملة من الذهب الخالص عيار 18 ووزنها 488 جراماً وأن هناك معامل تعاير الذهب بدقة وتخضع للرقابة الشديدة.
وطالب رئيس المصلحة أسرة الأديب الراحل بأن يبحثوا عمن نصب عليهم. مشيراً إلي احتمال أن تكون القلادة قد تبدلت.. واختتم حديثه بقوله: إحنا شغلنا كله سليم.
هذه ثلاث روايات تطايرت خلال الأيام الماضية عبر الفضاء الالكتروني. وتناولتها عشرات الفضائيات حول نجيب محفوظ وقلادته.. القضية لا يمكن السكوت عليها إذ إنها تمس سمعة الدولة ومصداقيتها. قبل أن تتتعلق بأسرة الأديب الراحل.. وأعتقد أن بياناً رسمياً يشرح ما حدث هو أقل ما ننتظره.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف