مناظر يؤسف لها تملىء المرفق الحيوى الوحيد الذى تبقى من مصر ، انه مترو الانفاق الذى أصبح فيه الباعة الجائلون والمتسولون فى عرباته كالجراد المنشور لا يستطيع أحد السيطرة عليه
فقد تحول الامر من مجرد ظاهرة الى أمر واقع يتعايش معه ركاب المترو يوميا فى تنقلاتهم ذهابا وايابا وسط حالة من غض بصر المسئولين عن حماية المترو من أمثال هؤلاء الذين أصبحوا كالجراد داخل عرباته وأمام محطاته
ولا يعنى ان وزارة الداخلية تهب وتنتفض كل فترة بالقيام بحملة لاستهدافهم أنها المسئولة فقط ، فهناك عبء على شرطة المرافق ذاتها الواقعة داخل محطات المترو نفسه
والتى تركت المترو للاسف لتتحول عرباته على مستوى خطوطه من المرج لحلوان ومن الجيزة لشبرا بإستثناء الخط الثالث العباسية نظرا لتأمينه المستمر واحكام السيطرة على عدد محطاته القليلة مقارنة بالخطوط الاخرى ، الى سوق عشوائية كبير لبيع المنتجات الخفيفة من أول علب المناديل حتى مشابك الغسيل مرورا بأدوات المكياج ومفارش السفرة والباديهات والاسترتشات وما شابه ذلك مما يقبلن عليها السيدات حتى ولم يكن فى حاجة اليها وهو ما جعل عربات السيدات أكثر إزدحاما بالباعة الجائلين من عربات الرجال ، يتنقلون بين عربات المترو بحركة سريعة لاتهدأ عند فتح الابواب لدرجة ان العربة الواحدة يمكن ان تحوى أكثر من عشر بائعين فى وقت واحد محدثين جلبة وعشوائية وضوضاء وحالة مزرية من الهرج والمرج يتعرض فيها بعض الركاب للسرقات وسط غياب أى مسئول من شرطة مرافق المترو ! وكثيرا ما تجد عربات المترو قد تحولت الى غرف نوم للباعة الجائلين الذين يفترشون ارضية العربة او مقاعدها للنوم ولسان حال الركاب يقول " الشرطة فين " يا مترو
الغريب والملفت للنظر هو تواجد الباعة الجائلين لبيع وتسويق منتجاتهم في ظل تواجد قوات الأمن بالمحطات فى فترة النهار وتكاثر تواجدهم عند غياب الامن ليلا وهم يعلمون أن هذا غير مسموح به ، فيركبون العربات دون خوف أو تردد علما بأنهم يدركون جيدا أن هناك غرامة رفعتها الشركة المصرية لإدارة وتشغيل مترو الأنفاق، عند مزاولة البيع بالقطارات أو المحطات دون تصريح، والتسول بالقطارات أو المحطات، وإساءة استعمال أدوات المترو، والعبث بالمعدات والأجهزة الخاصة بالقطارات، وعبور شرط السكة الحديد، والقيام بلصق إعلانات أو أي ملصقات داخل القطارات أو المحطات ومع ذلك يتزايد عددهم وتكثر إعلاناتهم على عربات المترو ! فهل ذلك عدم مبالاة واستهتار بالشركة المصرية لإدارة وتشغيل مترو الأنفاق التى أصبحت عاجزة عن مواجهة تلك الحقيقة ؟ أم هناك تفسير أخر ؟